دبي: علي نجم
عادت بعثة منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم من النمسا، بعد انتهاء المعسكر الإعدادي الذي شهد خوض مباراتين دوليتين وديتين أمام كل من الباراغواي (صفر-1) وفنزويلا (صفر-4).وأنهى «الأبيض» تجمع سبتمبر،بتجرع كأس الخسارة المرة التي كانت بطعم «العلقم» أمام نظيره الفنزويلي برباعية كشفت العديد من السلبيات، بعد فترة من «المزاج» المثالي والانطباع الجيد عن «الأبيض» الذي قدم مباريات كبيرة بقيادة المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، في مباراة الفوز على كوريا في تصفيات مونديال 2022، ثم أمام أستراليا في الملحق، وحتى عندما خسر أمام باراغواي قبل أسبوع كان عرضه جيداً جداً.
وأسهمت المباراة التي غاب عنها عدد من لاعبي منتخبنا الأساسيين، في إحباط المحيطين بالمنتخب، لأن لحظات مثل هذه يمكن أن تتكرر في مباريات رسمية حاسمة، ولاسيما أن«الأبيض» كان أمام فنزويلا بلا لون، وصاحب شخصية ضعيفة.
فوارق كبيرة
والشيء السلبي أيضاً، أن التجربة أثبتت أن هناك فارقاً كبيراً بين أداء اللاعب في بطولة الدوري، وبين مستواه وحضوره على المستوى الدولي.
وفي الوقت الذي صب البعض جام الغضب بعد الخسارة، كان البعض يرى الجانب الممتلئ من الكأس، والتي تثبت من خلالها التجارب أن هذه النوعية من المباريات الودية القوية وأداء الخصوم هو وحده ما يساعد على تطوير ورفع مستوى اللاعبين، وكشف العيوب والثغرات الحقيقية، وليس الاكتفاء باللعب مع منتخبات من أصحاب المستويات المتواضعة.
اختبار قاس
ويتوجب على الجهاز الفني لمنتخبنا ومعه القائمين على «الأبيض» إجراء تقييم شامل ودقيق لما حصل في النمسا، من أجل تحديد الأسس والمعايير التي يمكن البناء عليها من أجل تجاوز ما حصل، ومن أجل تعديل المسار، وإن كانت التجارب التي لعبها أثبتت أن «مشكلة الأبيض» أكبر من مدرب وأكثر من لاعب!
ولا شك في أن منتخبنا فقد بعض العناصر الأساسية، بل من الدعائم التي لا يمكن خسارتها في «البروفة» الودية أمام فنزويلا، لكنها تجربة أثبتت حجم العيوب التي تعانيها كرة الإمارات في الوقت الراهن، والتي تعتبر ثمار سنوات من العمل السابق في الأندية والمنتخبات على حد سواء.
وفضل المدير الفني الأرجنتيني إشراك محمد الشامسي حارس الوحدة لقيادة العرين، فقدم الشامسي مباراة سلبية،ويتحمل مسؤولية في الخسارة الكبيرة.
وقام المدرب باختبارات جديدة على مستوى الدفاع، فأشرك الرباعي العطاس وخليفة الحمادي ومعهما الظهيران أحمد جميل وسعيد جمعة، ليثبت أن «خط الظهر» بحاجة إلى ظهر وسند حتى يقوى على الصمود أمام مد المنافسين، وكشف كل هدف من الأهداف الفنزويلية الأربعة العيوب الفنية والتكتيكية في أداء اللاعبين الذين تحملوا ضعف مردود رباعي وسط الميدان.
مشكلة أزلية
وإذا أثبتت المباريات الودية عن مشكلة أزلية بالكرات الثابتة، فقد أكدت التجارب الأخيرة أن هناك مراكز ضعف في المنتخب تحتاج إلى تدخل وعلاج سريع،خاصة مع ندرة المواهب التي تعيشها الفرق في الدوري في السنوات الأخيرة،ما تغنى البعض وهلل الآخر عن مستويات اللاعبين في المسابقات المحلية التي تثبت التجارب مرة تلو الأخرى أنها لا تصنع لاعبين دوليين.
الصبر والفرج
وقد يكون المدير الفني لمنتخبنا الوطني أروابارينا سعيداً وهو يرى اللاعبين عن قرب، ويدرك مستوياتهم الحقيقية في «بروفة» ودية، كشفت عن واقع حال منتخب يعاني سلبيات عدة،هي:
1-ضعف واضح في مركز الظهير الأيسر، الذي تحول إلى حقل للتجارب.
2-غياب اللاعب القائد فوق أرضية الميدان، الذي يبث الروح ويحفز الزملاء.
3- عدم توافر بديل قادر على تعويض غياب علي مبخوت، بعدما بات كل الرهان في تشكيلات الفرق على اللاعبين الأجانب، وسط غياب تام للمهاجم المواطن الذي بات عملة نادرة.
4-عدم بروز اللاعب كايو كانيدو في التجارب والمباريات الأخيرة، بعدما تحول إلى لاعب محلي الأداء.
مغامرة رودولفو
أما المدرب رودولفو فلا شك في أنه سيعود إلى مكاتب الخوانيج، ليراجع ويقيم الحسابات والخيارات التي قام بها في المعسكر،والتي أثبت من خلالها أنه غامر كثيراً،بل ربما وصل إلى درجة «التهور» بتعريض المنتخب لخسارة قاسية،عبر الرهان على لاعبين لم يحظ بعضهم بفرصة اللعب مع فرقهم ووجودهم في المنافسات الرسمية المحلية،كما قد يحتاج إلى اعتماد أسلوب جديد،أو حتى شق طريق آخر في رحلة البحث عن بناء «شخصية المنتخب» التي تظهر بعض ملامحها حيناً،لتعود وتغيب أحياناً أخرى،حتى أصبح التساؤل الدائم والثابت مع كل موعد دولي،متى يعود منتخبنا؟