حذرت الإمارات من الابتعاد عن الهدف العالمي لتحقيق السلام والاستقرار في أوكرانيا، فيما طلبت مناطق جرى فيها الاستفتاء في شرق وجنوب أوكرانيا من روسيا ضمها إليها رسمياً، وسط تنديد غربي مستمر.

تحذير من التعقيد

وقال السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة في بيان أمام مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية: إن دولة الإمارات تحذر من أن العالم يبتعد أكثر وأكثر عن هدفه المشترك بشأن السلام والاستقرار، وترى أن الاستفتاءات في أوكرانيا، لضم مناطق إلى روسيا، تزيد من تعقيد الجهود، الهادفة إلى التوصل لحل سلمي لهذا الصراع.

ودعت الدولة إلى ضمان مصداقية واستمرارية أي عمليات تقرب من هدف تحقيق السلام، إلى أن تكون شاملة، مع تجنب أي إجراءات تقوض فرص الحوار البنّاء.

وشددت على ضرورة احترام مبادئ السلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال، والتي تعد جوهر ميثاق الأمم المتحدة ومحور العلاقات البناءة بين الدول، وعدم السماح بتقويضها.

وذكرت بضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بدوره في مساعي تحقيق السلام، وإعطاء الأولوية للتسوية السلمية للنزاعات، والمحافظة على السلم والأمن الدوليين.

مبادئ دولية

وكانت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو شددت خلال الاجتماع تأكيد تمسّك المنظمة ب«وحدة أراضي أوكرانيا» ضمن «حدودها المعترف بها».

وخلال الجلسة بُثّت مداخلة مسجّلة مسبقاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيها: إنّه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد «الاستفتاءات» التي نُظّمت في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا. وندّد ب«مهزلة» نتائج «معدّة مسبقاً». وناشد مجلس الأمن التحرّك ضد روسيا. وقال: «هناك حاجة إلى إشارة واضحة من كلّ دول العالم».

وقالت الخارجية الأوكرانية، الأربعاء، إن التصويت «باطل ولا قيمة له» وإن كييف ستواصل جهودها، لتحرير أراضيها التي تحتلها القوات الروسية.

حائط «الفيتو»

لكنّ حقّ الفيتو الذي تتمتّع به روسيا في مجلس الأمن، يحول دون صدور أيّ قرار عن المجلس ضدّ موسكو. وعلى الرّغم من ذلك تعتزم الولايات المتحدة بالاشتراك مع ألبانيا طرح «مشروع قرار يدين الاستفتاءات الزائفة، ويدعو الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بأيّ وضع معدّل لأوكرانيا، ويطالب روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا»، بحسب ما قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد. وأضافت «سنحول أنظارنا إلى الجمعية العامة لإرسال رسالة لا لبس فيها إلى موسكو»، موضحة أنّ هذا التصويت يمكن أن يتم في نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل.

الموقف الصيني

وخلال الجلسة، دعا السفير الصيني في الأمم المتّحدة تشانغ جون إلى احترام «سلامة أراضي كلّ الدول».

وقال السفير الصيني«الصين أخذت علماً بالتطوّرات الأخيرة في الوضع في أوكرانيا. إنّ موقفنا واقتراحنا بشأن كيفية النظر إلى قضية أوكرانيا ومعالجتها متّسق وواضح. وهذا يعني أنّه ينبغي احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها».

تنديد أوروبي أطلسي

ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، ب«الاستفتاءات» واصفاً إياها بأنها «غير قانونية» و«تم التلاعب بنتائجها».

وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من جهته ب«استفتاءات زائفة» تشكل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».

الانضمام الى روسيا

من جهتها، أعلنت السلطات الموالية لموسكو في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا أنها ستتقدم بطلب رسمي، للانضمام إلى روسيا على أن يصادق البرلمان الروسي وفلاديمير بوتين على ضم هذه المناطق في عملية قد تحصل في غضون ساعات أو أيام. وقال نواب في البرلمان الروسي (الدوما) إن المجلس يمكن أن ينظر في قرار بهذا الشان في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

( وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version