#أخبار الموضة
لاما عزت
اليوم
الرحلة كتاب مفتوح، فكيف إذا كان المكان يختزل التاريخ والفن والحضارة، وحكايا الخيال، والأناقة والموضة!
إنها إيطاليا، التي تشكل مفترقاً حقيقياً في الفن والأوبرا، والموسيقى، والجمال أيضاً، الحديث عنها يعني أن تُخصص لكل مكان حكاية، فكيف إذا كانت الرحلة إلى معامل علامة “لورو بيانا” (LORO PIANA)، فالحديث عن هذا المكان الذي يختزل جمال الأزياء والموضة والتراث أيضاً.
ولأن بيوت الأزياء تحمل العراقة والأصالة والحداثة، أيضاً، والتي تمنح الرجل والمرأة، على السواء، سحراً لا مثيل له كانت لـ”زهرة الخليج” رحلة إلى معامل “لورو بيانا” الإيطالية.
فخر إيطاليا
حينما نقول “لورو بيانا”، نعلم بأن ستة أجيال تقف وراء هذه العلامة، ما يجعلها في حالة تطور دائم، تأخذ من الحضارات الأخرى، وتضيف لمساتها، وهو ما تبدعه في ألبسة الصوف والكشمير الراقي، لتحقيق الكمال الذي يجمع جمال الأقمشة والتصميم والخياطة معاً، وهو ما سحرنا أثناء زيارتنا لهذا المكان، الذي يشكل منصة حقيقية ترضي متذوقي الأناقة، الألوان، الموديلات، وعبق التراث الخاص، في هذه القطع التي تبدو نادرة.
هنا، يجتمع العالم، لكن بصورة إيطالية، فربما تكون على دراية باسم هذه العلامة العريق، لكن خلف الملابس، يبدأ كل شيء بأعلى جودة من المواد الخام في العالم. على وجه الدقة، الكشمير و”Baby Cashmere” من الصين ومنغوليا، “VICUÑA” من أميركا الجنوبية، صوف “Merino” العالي الجودة من أستراليا ونيوزيلندا، و”Lotus Flower” من ميانمار. فالصناعة يعني أن تدخل في معرفة التفاصيل والعناية الاستثنائية، والمراقبة لتحسين المنتجات، لتصل إلى الأسواق العالمية بشكل تفتخر به إيطاليا، ومن يقتني هذه القطع.
“Roccapietra”
تقع Loro Piana Roccapietra في بيدمونت، وهي أكبر موقع إنتاج في الغرب لمعالجة الكشمير، و”Baby Cashmere”، و”VICUÑA”، والصوف. وهذا أمر مهم للغاية، بالنظر إلى أن عدد سكان روكابيترا Roccapietra قليل جداً، إذ يبلغ 639 نسمة فقط.
في حين أن “Roccapietra” هي المكان، الذي يتم فيه غزل الصوف، إلا أنها أيضًا موطن لأكبر معمل للتحليل ومراقبة الجودة في العالم للكشمير والفكونيا والصوف، حيث يتم العمل بمعايير صارمة؛ لضمان جودة ونقاء قياسية لعلامة Loro Piana.
هنا، عاشت “زهرة الخليج” متعة التعرف على المكان، وسير العمل. فالإنتاج يبدأ من منطقة تخزين المواد الخام، حيث يرسل نظام هوائي الألياف إلى آلات التمشيط.
تمشيط خصلات الألياف التي تصل إلى الآلات بدقة، وهنا نرى اللون، والدقة، والمهارة، كأننا أمام فنان تشكيلي يفرز ألوانه ثم يطلقها، ألياف ذهبية، تفصل عن بعضها، ثم توزع بسحرٍ لا مثيل له، تنسج بطريقة مذهلة.
وهنا، تماماً، يدخل الذكاء الاصطناعي، وعمل الروبوت، حيث يتم نقل الألياف إلى آلات الغزل، التي تقوم بلفها وسحبها بسرعات عالية؛ لمنحها القوة التي تحولها إلى خيوط.
يبدأ اللف، ما يؤدي إلى القضاء على أي مناطق سميكة من الخيوط، يكتشفها جهاز استشعار يقطعها، ويعيد بناءها؛ لضمان أن كل شيء أصلي، وبمجرد الانتهاء من الخيوط، يتم تفريغها من آلات اللف ووزنها وفهرستها.
“Quarona”
المكان بطل الحكاية دائماً، لأنه يحمل اسمه إلى العالم، هذا الاسم المحمول على الإبداع والابتكار.
تقع “Quarona” على بعد حوالي 10 دقائق بالسيارة من Roccapietra. ويبدأ فيه تحويل الغزل إلى النسيج الذي يشكل مجموعات “Loro Piana”.
في “كوارونا” تقوم الآلات بإعداد الهيكل الرأسي للنسيج، الذي يتم استكماله بعد ذلك بخيوط أفقية على الأنوال، لإنشاء أنماط النسيج.
هذا هو المكان الذي يصبح فيه العلم إبداعًا. إذ يستخدم مصممو “Loro Piana” خبراتهم ومهاراتهم التي لا تضاهى في الجمع بين الألياف والقوام والألوان؛ لإنشاء المنسوجات الأسطورية للعلامة التجارية. ويتم فحص كل متر من القماش، يتم إنتاجه في هذه المرحلة، من أربع إلى ست مرات لدعم المعايير.
وهنا، يتم العمل الآن بعدد من مراحل التشطيب.. من الانكماش إلى الغسيل والتنعيم والقص، وتخضع أقمشة “Loro Piana” لعدد من الاختبارات والتشطيبات، للتأكد مرة أخرى من أنها تتوافق مع المعايير، من حيث القوة والجمال. ومع ذلك، فإن أكثر مراحلها إثارة للدهشة، هي عندما يفحص الخبراء يدويًا كل ملليمتر من حوالي 5 ملايين متر من القماش، يتم إنتاجها كل عام.
وتقع في المناظر الجميلة لجبال بيدمونت، وتعتبر حماية البيئة من أولويات “Loro Piana”. وهذا يعني أن نظام معالجة المياه المتطور يجعل المياه، التي يتم تصريفها من مطحنة “Quarona”، تتجاوز المعايير المطلوبة بموجب القانون. وهذا جزء محوري من سعي العلامة لتحقيق الكمال، الذي نراه في النتيجة الإجمالية.
ويمكننا التعلق بالجوانب التقنية لعملية الإنتاج، والغوص بشكل أعمق وأعمق في كل ذلك، لكن ما يهم حقًا هو أن كل خطوة في “Loro Piana” تجسد نهج العلامة التجارية، الذي لا يقبل المساومة. لقد رسخ هذا النهج، على مدى ستة أجيال، العلامة كشركة رائدة في الخبرة والجمال والوظائف التي يمكن تقديرها من كل جانب من طيف الأسلوب.