لقي 125 شخصاً على الأقل حتفهم في إندونيسيا، وفق حصيلة جديدة لاجتياح آلاف المشجعين ملعباً لكرة القدم في ختام مباراة، ما أدى إلى تدافع، ودفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع، في ثاني أسوأ حوادث الملاعب الرياضية دموية على الإطلاق،بعد مأساة الملعب الوطني بالعاصمة البيروفية ليما والتي حصدت أرواح 328 شخصاً عام 1964.
ووقعت المأساة في إندونيسيا مساء السبت في مدينة مالانغ بشرق البلاد وأدت إلى جرح 320 شخصاً.
ودخل مشجعون ل«أريما إف سي» إلى أرض ملعب كانجوروهان في مدينة مالانغ بعد خسارة فريقهم 3-2 أمام «بيرسيبايا سورابايا». وكانت هذه أول مرة منذ أكثر من عشرين عاماً يخسر فريق «أريما إف سي» أمام منافسه الكبير القادم من مدينة سورابايا.
ومساء الأحد أعلن نائب حاكم إقليم جاوة الشرقي إيميل درداك أن حصيلة الضحايا بلغت 125 قتيلاً مصححاً أرقاماً سابقة كانت تشير إلى مصرع 174 شخصاً، عازياً السبب إلى تعداد مزدوج لعدد من الجثث.
وتُظهر لقطات صورت داخل الملعب كمية هائلة من الغاز المسيل للدموع وأشخاصاً يتشبثون بالحواجز ويحاولون الهرب، فيما يحمل آخرون مصابين وهم يشقون طريقهم وسط الفوضى. وقال دوني (43 عاماً) الذي كان بين المتفرجين لفرانس برس إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع فاندفع الناس على الفور وأخذوا يدفعون بعضهم بعضاً ما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا».
وأضاف «لم يكن هناك شيء ولم تحدث أعمال شغب. لا أعرف ماذا حدث وأطلقوا فجأة الغاز المسيل للدموع».
من جهته، قال الناجي سام جيلانغ الذي فقد ثلاثة من أصدقائه لقوا حتفهم تحت أقدام الحشد «كان الناس يتدافعون (…) داس كثير منهم آخرين وهم في طريقهم إلى المخرج». وأضاف «شعرت بحرقة شديدة في عيني من الغاز المسيل للدموع. ولحسن الحظ، تمكنت من تسلق السياج ونجوت».
وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بفتح تحقيق في أمن مباريات كرة القدم في البلاد. وقال إنه طلب «تقييماً شاملاً لمباريات كرة القدم والإجراءات الأمنية».
وأضاف في خطاب متلفز أنه طلب من الاتحاد الوطني الإندونيسي لكرة القدم تعليق كل المباريات إلى أن «يتم تحسين إجراءات الأمن». وتابع «أشعر بأسف عميق لهذه الفاجعة وآمل أن تكون هذه الفاجعة المرتبطة بكرة القدم الأخيرة في بلدنا».
وصرح مدير أحد المستشفيات لقناة تلفزيونية محلية أن أحد الضحايا لم يكن يتجاوز عمره خمس سنوات. وكان الاستاد يضم 42 ألف شخص ومملوءاً بحسب السلطات. ونزل حوالى ثلاثة آلاف منهم إلى أرض الملعب ليعبروا عن غضبهم.
أمام الملعب، كان الدمار واضحا صباح أمس الأحد ويكشف حجم الحوادث التي وقعت في اليوم السابق. فقد تناثرت مركبات متفحمة بينها شاحنة للشرطة في الشوارع. وتحدثت الشرطة عن إحراق 13 سيارة.
واعتذرت الحكومة الإندونيسية عن الحادث. وقال وزير الشباب زين الدين أمالي لتلفزيون كومباس: «نحن آسفون لهذه الحادثة (…) إنها حادثة مؤسفة تؤذي كرة القدم لدينا بينما يمكن للجمهور حضور مباراة في ملعب».
والموقف نفسه عبر عنه اتحاد كرة القدم في إندونيسيا الذي علق كل المباريات المقررة هذا الأسبوع. وقال رئيسه محمد ايريوان: «نحن آسفون ونعتذر لأسر الضحايا ولجميع الأطراف عن هذا الحادث». ويمثل عنف المشجعين مشكلة في إندونيسيا، حيث تحولت المنافسات المستمرة منذ فترة طويلة إلى اشتباكات يسقط فيها قتلى.
ويسود توتر بعض المباريات – أهمها المباراة بين الفريقين الكبيرين بيرسيجا جاكرتا وبيرسيب باندونغ – إلى درجة أن لاعبي الفرق الكبرى يضطرون للذهاب إلى هناك تحت حماية مشددة.
وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو في بيان الأحد إن كارثة ملعب إندونيسيا «مأساة تفوق الخيال».
وقال الأمين العام للاتحاد الوطني لكرة القدم يونس يوسي، إنه تواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بشأن هذه الحادثة، ويأمل في تجنب عقوبات من الهيئة الدولية.
ويوصي «فيفا» بعدم استخدام الغاز المسيل لضبط الحشود في الملاعب.
وأضاف يوسي في مؤتمر صحفي أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع داخل الاستاد، لأنهم «كانوا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لمنع» المشجعين من اجتياح أرض الملعب.