بفضل تصميمه، نجح في التأهل لبطولة «مستر أولمبيا» للمحترفين المقررة في لاس فيغاس في الولايات المتحدة بين 15 و18 ديسمبر/كانون الأول، أملاً في الاقتداء بأرنولد المتوج سبع مرات.
يقول النسور (26 عاماً و126 كلغ) «منذ الصغر تأثرت بالأبطال الخارقين الذين يتمتعون ببنية جسمانية قوية أمثال سبايدرمان وباتمان. حلمت بأن أكون مثلهم، فالعضلات تميّز الإنسان».
يضيف وهو يتدرّب في صالة ألعاب حديثة زيّنت جدرانها صور أبطال سينمائيين مثل أرنولد ودواين جونسون المُكنى «ذا روك» (الصخرة) «مارست الألعاب القتالية مثل الكيك بوكسينغ والتايكواندو، وكنت دائماً أحرز الميداليات الذهبية في المدرسة وارتدت صالة اللياقة لأول مرة عندما كنت في السادسة عشرة».
وتنتشر القاعات المخصصة لبناء الأجسام في عمّان؛ حيث يعكس الإقبال الكبير من الشباب سعياً متزايداً للحصول على مظهر أفضل.
يقول الطبيب خريج الجامعة الهاشمية وهو يقف أمام مرآة وقد انتفخ ذراعاه بعضلات ضخمة ومُشق بطنه بتكتلات مقسمة «عشقي لهذه الرياضة صار أكبر بعمر 18 عاماً، عندما شاركت بكأس الأردن ونلت ذهبيتين، ثم شاركت في بطولة المملكة ونلت الذهبية أيضاً».
تابع «شاركت في بطولة الهند 2020 ونلت الذهبية وأصبحت ثاني محترف أردني بعد مصطفى حسنين الذي حل عاشراً في مستر أولمبيا 2005».
في أغسطس/ آب 2021 وعندما كان يعمل طبيباً في المدينة الطبية في عمّان، شارك النسور في بطولة للمحترفين في إسبانيا وحل سابعاً «بعد هذه البطولة أدركت بأنه عليَّ أن أختار ما بين مهنة الطب وبناء الأجسام».
وأوضح أنه «بعد تفكير طويل قررت أواخر 2021 أن أترك مهنة الطب وأتابع رياضة بناء الأجسام على الرغم من معارضة الأهل، أنا أحب مهنة الطب ولكن شغفي بكمال الأجسام أكثر».
وقال: «كان عليَّ أن أختار ما يميزني عن الآخرين، هناك آلاف الأطباء في الأردن فيما أنا المحترف الوحيد ببناء الأجسام».
على الرغم من المردود المادي من عمله الحالي، يرى النسور أن بناء الأجسام «رياضة صعبة فيها معاناة الجوع والتعب والإجهاد والالتزام بنوع الطعام، وأن تتدرب وحيداً طوال الوقت والابتعاد عن السهر مع الأصدقاء والنوم مبكراً».
يعطي النسور دروس تدريب عبر الإنترنت ويدير مطعماً للأكل الصحي في عمّان. شارك في بطولة «مونستر زيم» في كوريا الجنوبية في يونيو/حزيران الماضي ونال الذهبية الأولى للمحترفين بتاريخ الأردن فتأهل إلى مستر أولمبيا.
يأسف «لعدم وجود أي دعم لا من الحكومة ولا من الاتحاد ولا من أي جهة»، باستثناء شركة راعية في مجال المكملات الغذائية، مقابل قيامه بإعلانات ترويجية.
يتدرّب النسور الذي يطلق عليه زملاؤه تسمية «الرجل الحديدي الأردني» سبعة أيام في الأسبوع، وبمعدل ساعتين يومياً تحضيراً لبطولة مستر أولمبيا، المتوج بلقبها في آخر سنتين المصري ممدوح السبيعي «بيغ رامي»، على أن تصبح مرتين يومياً مع اقتراب موعد البطولة.
وعن حظوظه في بطولة يعد فيها الأصغر سناً، أضاف «يتدرب البطل دائماً كي يحصد المركز الأول. هذه أكبر بطولة على كوكب الأرض تضم أفضل 20 لاعباً محترفاً.. أنا متأكد 100 في المئة أني سأكون بطلاً لها في المستقبل القريب».
ختم «أعرف أنها رياضة خطرة وفيها جانب مظلم ولكن هناك رياضات أخرى فيها خطورة كالملاكمة وسباقات الفورمولا»، مؤكداً أنه سيحاول إيصال رسالة إلى العالم؛ مفادها أن الإنسان بتحديه وإرادته يستطيع تحقيق كل ما يجول داخله من طموح.