قفز الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى في أسبوعين مدفوعاً بتراجع الحكومة عن خفض الضرائب واللجوء إلى القروض، وبفضل التوقعات الاقتصادية الرسمية في وقت أقرب مما كانت تتوقع الأسواق.
وكان الجنيه الإسترليني قد هوى الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في تاريخه عندما تم تداوله عند 1.035 دولار أميركي، إلا أنه عاد وبدأ مشوار الارتفاع منذ أواخر الأسبوع الماضي ليصل إلى 1.135 دولاراً في تداولات اليوم الثلاثاء، بحسب ما رصدت “العربية.نت”، وهذا هو أعلى مستوى له في أسبوعين.
ومن المتوقع أن يحدد وزير الخزانة البريطانية كواسي كوارتنغ كيف سيتم دفع حزمة التخفيضات الضريبية في وقت لاحق من هذا الشهر، على الرغم من إصراره سابقاً على أنه سينتظر حتى 23 نوفمبر.
وقال رئيس قسم الاقتصاد واستراتيجية الأسواق في “نات ويست ماركتس” جون بريجز، إن إلغاء النطاق الضريبي 45% كان موضع ترحيب من قبل المستثمرين، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية في لندن.
وأضاف: “لن يكون لهذا التغيير تأثير كبير على الوضع المالي العام في بريطانيا من وجهة نظرنا، إلا أن المستثمرين أخذوا ذلك على أنه إشارة إلى أن حكومة بريطانيا يمكنها أو على الأقل مستعدة جزئياً للتراجع عن نواياها التي أدت إلى اضطراب الأسواق خلال الأسبوع الماضي”.
ويعزى ارتفاع الجنيه أيضاً جزئياً إلى ضعف الدولار حيث انخفض المؤشر أمام العملات الرئيسية الأخرى لليوم الرابع على التوالي يوم الاثنين واستمر التداول عند مستويات منخفضة صباح الثلاثاء.
ولا يزال المحللون يتجهون نحو الانخفاض بشأن التوقعات حيث تحاول الحكومة البريطانية طمأنة الأسواق بعد أن أدت ميزانيتها المصغرة إلى زعزعة ثقة المستثمرين.
ويتوقع كل من “ستاندرد تشارترد” و”رويال بنك أوف كندا” أن ينخفض الجنيه بنسبة 10% تقريباً عن المستويات الحالية بحلول نهاية العام. كما يتوقع نومورا ومورغان ستانلي أن ينخفض إلى مستوى التكافؤ مع الدولار خلال نفس الفترة.
وقال استراتيجي العملات الأجنبية في بنك أوف أميركا كمال شارما: “نستمر في الحفاظ على وجهة نظر هبوطية على الجنيه الإسترليني ونتطلع إلى اختراق الجنيه الإسترليني مستوى الدولار الأميركي”.
أضاف شارما: “من وجهة نظرنا، تتزايد المخاطر لمزيد من الانهيار غير المنضبط ما لم يقتنع السوق بأن المملكة المتحدة لديها خطة موثوقة لمعالجة الاختلال الهيكلي الكبير”.
وتعرض وزير الخزانة البريطانية الجديد لضغوط لتقديم مزيد من التفاصيل حول استراتيجيته الاقتصادية، بما في ذلك التوقعات المستقلة لدعم الخطط، منذ الإعلان عن أكبر حزمة من التخفيضات الضريبية في نصف قرن.
وفي خطابه أمام مؤتمر حزب المحافظين يوم الاثنين قال كوارتنغ إنه سيتم نشره “قريباً”.
وقال إن الإعلان “سيحدد كيف نخطط لتراجع الديون كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي على المدى المتوسط”، مضيفاً: “سنتصرف بطريقة مسؤولة ومستدامة مالياً”.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة ديفير نايجل جرين: “إن الإعلان عاجل وليس آجلاً هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله، فكلما طال انتظار الأسواق لإثبات أن جدول الأعمال المالي للحكومة سليم، زادت مخاطر الاضطرابات”.