أظهر تقرير جديد تناول أكثر الصناعات تلويثاً في العالم عن احتلال الموضة المرتبة السادسة في هذا المجال بعد أن كانت في المرتبة الثانية. وعلى الرغم من الخطط والجهود الرامية إلى جعل هذا القطاع أكثر استدامة فإن نسب التلوث الناجمة عنه ما زالت كبيرة، فما سبب ذلك؟
يأتي هذا التقرير وليد دراسة أجراها فريق استشاري بريطاني ينشط في المجال البيئي تحت اسم The Eco Experts. وهو كشف أن الصناعات الأكثر تلويثاً في العالم هي: في المرتبة الأولى الطاقة، في الثانية النقل، في الثالثة التصنيع، في الرابعة البناء والزراعة، في الخامسة توزيع الأغذية، في السادسة الأزياء، وفي السابعة التكنولوجيا. أما كميّة الانبعاثات المرافقة لصناعة الموضة عالمياً فتوازي كمية غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن اقتصادات فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا مجتمعةً.
أطنان من الملابس تتحول إلى نفايات كل عام
– ما الأسباب التي تقف وراء هذا الواقع؟
يُحدّد التقرير خمسة أسباب رئيسيّة تقف وراء هذا التلوث:
• الاستخدام الكبير لمواد أوليّة كالأنسجة والأصباغ التي تفتقر إلى الجودة ولكنها تكون رخيصة الثمن. وهي تتسبب برفع نسب تلوث المياه عند تصنيعها.
• الاستعانة بنسيج “البوليستير” الذي يتمّ تصنيعه من الوقود الأحفوري وينتج عن عملية تصنيعه هذه بقايا بلاستيكيّة تلوث الأنهار عند غسله.
• اعتماد صناعة الأزياء بشكل أساسي على مصانع موجودة في القارة الآسيوية، وتعمل بمعظمها على الفحم والغاز، مما يتسبب بتفاقم التأثير البيئي في هذا المجال.
الموضة من أبرز الصناعات الملوثة في العالم
• استهلاك صناعة الموضة لحوالى 93 مليار متر مكعب من المياه سنوياً ويُشير التقرير إلى أن الأقمشة الطبيعية ممكن أن تتسبب أيضاً بالتلوث لدى استعمالها في مجال الموضة السريعة، خاصةً أن تصنيع قميص قطني واحد يتطلب استهلاك حوالى 3000 لتر من الماء.
• نقل البضائع وشحن الطلبات عبر الانترنت اللذين يُشكلان مصدراً كبيراً للانبعاثات من الغازات الضارة بالبيئة، ففي الولايات المتحدة مثلاً تُعادل نسبة التلوث الناجة عن توصيل البضائع سنوياً انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لحوالي 7ملايين سيارة.
صناعة الموضة السريعة في الدول الآسيوية
– الموضة تخلّف جبالا من النفايات:
يُعتبر هدر منتوجات الموضة مشكلة كبيرة أيضاً في هذا المجال، فمع ارتفاع نسب مبيعات الأزياء الجاهزة وانتشار الموضة السريعة، يذهب 85 بالمئة من الأنسجة التي يتمّ إنتاجها إلى التلف كل عام. وهذا ما يدفع المعنيين بهذا القطاع إلى التشجيع على اعتماد خطوات استئجار الأزياء، وإصلاحها، وإعادة بيعها بالإضافة إلى شراء المنتوجات المستعملة للحدّ من استهلاك الملابس والأكسسوارات الجديدة. ونلاحظ أن علامات كبيرة في مجال الموضة مضت قدماً في هذا المجال معتمدة استحداث أقسام في متاجرها ومواقعها الإلكترونية لشراء وبيع المنتوجات المستعملة بهدف المساهمة في الحدّ من التلوث الناتج عن صناعة الموضة.