عادي
اسأل الخليج
5 أكتوبر 2022
12:54 مساء
الشارقة: ضمياء فالح
غزت نجمة الجمباز الرومانية القلوب عندما حصلت على العلامة الكاملة في أولمبياد 1976 وتصدرت غلاف صحيفة التايمز وحصدت جائزة أفضل شخصية رياضية عبر البحار وأفضل رياضية للعام، لكن شخصيتها لا تتوقف على مهاراتها الرياضية وتساعد اليوم الفتيات لكسر رقمها القياسي.
أول بطولة لناديا كانت محلية في عام 1969 وهي بسن السابعة وحلت فيها بالمركز الـ13، ولم يمنعها ذلك من مواصلة التدريب وحلت في العام التالي بالمركز الأول. في سن الـ14 عام 1975 دشنت مسيرتها مع الكبار وفازت بـ5 ميداليات ذهبية في بطولات أوروبا إلى جانب كأس تانديم الأمريكي لكن هدفها الأكبر تحقق في أولمبياد مونتريال عام 1976 وخطفت أنفاس الجميع، وعندما ذهبت لاستلام ميداليتها طلب المصور من لاعب الجمباز الأمريكي بارت كونر(18 عاماً)، زوجها لاحقاً، طبع قبلة على خدها التي كانت فاتحة لمستقبلهما معاً.
أغدقت الحكومة الرومانية على نجمتها الهدايا، كانت ناديا تعيش حياة مثالية بالظاهر لكن في الواقع كل شيء كان ينهار حولها. كان والداها في خضم طلاق وأجبرت على التوقف عن التدرب مع مدربها بيلا كارولي وبسن الـ15 حاولت الانتحار للتخلص من الضغوط والتدخل في حياتها، وبعد تلك المحاولة أعاد المسؤولون المدرب وعادت ناديا لحياتها اليومية التي اعتادتها.
توقفت ناديا عن الرياضة بأمر حكومي بسبب نضجها وتقول: «كنت ألتهم كل ما أجد أمامي من طعام» لكنها عادت في نهاية العام لتنافس من جديد ودارت شائعات عن علاقتها بابن الرئيس الروماني ولجميع هذه الأسباب لم تحقق ناديا نفس النجاح في أولمبياد موسكو 1980 رغم فوزها بميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين.
في عام 1981 أرسلت رومانيا نجمتها في جولة بالولايات المتحدة وكانت جولة ناجحة كسبت منها الحكومة 250 ألف دولار، لكن ناديا لم تحصل سوى على ألف دولار.
عدم الأمان
في الجولة، أدرك المدرب بيلا خطر عودته لرومانيا بعد مهاجمته لجنة التحكيم في أولمبياد موسكو وقرر البقاء في أمريكا وعرض على ناديا البقاء لكنها رفضت وعندما عادت صدر أمر بعدم قيامها بجولات في البلدان الغربية. كانت تحب رومانيا ولا تريد مغادرتها لكنها بدأت تشعر بعدم الأمان وتواصلت مع مهرب يدعى كونستانتين بانيت ولم تخبر سوى شقيقها الأصغر منها وزوجته.
وصلت ناديا الحدود الرومانية – المجرية في وسط ليلة شديدة البرودة وتعرف عليها حرس الحدود المجريون فوراً لكن بدلاً من القبض عليها قدموا لها بطانية ودبروا لها سيارة تنقلها لسفارة النمسا وهناك التقت بـ«بانيت» وحصلا على تذكرتين للسفر للولايات المتحدة.
عندما وصلت ناديا إلى أمريكا لم يعد الناس متحمسين لرؤيتها فهي لم تعد نجمة الجمباز ذات الـ15 ربيعاً بل امرأة غامضة بكعب عال وسط شائعات عن علاقة غرامية بكوستانتين وعندما سئلت عن علاقتها به أجابت وبسبب عدم إتقانها اللغة: «ثم ماذا ؟».
ناديا كانت ممتنة لكوستانتين ومساعدته لكنه كان يعزلها عن الناس الذين يريدون التواصل معها ومن ضمنهم مدربها السابق بيلا ولاعب الجمباز الأمريكي بارت كونور اللذان سمعا بخبر قدومها من الصحف.
بارت تحرى عن وضع ناديا وعلم أنها لم تتواصل مع أي شخص تعرفه في البلاد ما أثار ريبته وعندما علم بإجرائها مقابلة في لوس أنجلوس حلق في اللحظة الأخيرة لرؤيتها وركب هليكوبتر حطت به مباشرة في الاستوديو وسط دهشة الجميع خوفاً من ضياع فرصة التحدث إليها شخصياً.
كانت ناديا أسيرة لكوستانتين المتزوج، وقالت لاحقاً إنها دفعت ثمناً باهظاً لمساعدتها على الهروب من خلال تعيينه مديراً لأعمالها.
ورطة
حصلت ناديا على حريتها بفضل صديق هو المدرب ألكسندرو شتيفو الذي استدرج كوستانتين وناديا لمقابلة وحث ناديا على طلب المساعدة فقالت إنه يستغلها ويعاملها بشكل سيئ.
أدرك كوستانتين وقوعه في ورطة فسرق سيارتها وأموالها وهرب من البلاد وبعد سنوات قالت ناديا إنها لا تحقد عليه لأنها لم تنس مساعدته لها في الهروب.
بقيت ناديا بلا مال ولا مأوى وتوفي شتيفو بحادث سير واحتارت في أمرها حتى عرض عليها بول زايرت مدرب بارت الإقامة مع عائلته في مدينة نورمان بولاية أوكلاهوما. انتهى الحال بتعيين زايرت مديراً لأعمالها وعاد التقارب بين ناديا وبارت وفي العام التالي عرض عليها مساعدته في افتتاح مدرسة جمباز وفي عام 1994 عرض عليها الزواج وقررا إقامة الحفل في العاصمة الرومانية بوخاريست بعد نهاية حكم الرئيس السابق، وكرمتها رومانيا بإقامة العرس في مبنى البرلمان وحضره 10 آلاف شخص ونقل على التلفاز.
حققت ناديا ثروة بـ10 ملايين دولار وأطلقت شركة «ذا بيرفكت 10» للإنتاج كي يتم نقل البطولات بشكل محترف لشبكات البث.
الطريف أن ناديا (56 عاماً) لم تأكل أصابع البطاطا المقلية منذ 25 عاماً ولا تأكل مطلقاً اللحوم المصنعة، وتتمرن بشكل يومي حتى الآن وطبقها المفضل هو «سلاتا دي فينيتي» المحلي الروماني ويتكون من الباذنجان المشوي والبصل مع البهارات وهي تعده لزوجها ولطفلهما الوحيد.
https://tinyurl.com/ydx5vz52