كشفت وزارة الصحة السورية عن حصيلة الوفيات الناتجة عن الإصابة بمرض الكوليرا، في وقت بدأ فيه المرض في الانتشار في مناطق إدلب، وحذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الوضع «بشكل مقلق»، وأعلنت تسجيل 10 آلاف إصابة خلال ستة أسابيع، فيما اتهمت دمشق الولايات المتحدة ودول غربية بالتلاعب بشأن «الحظر الكيماوي».
وأوضحت الوزارة السورية أنه 39 شخصاً على الأقل توفوا من جراء المرض الذي يسجّل انتشاراً في البلاد منذ الشهر الماضي. وأوردت وزارة الصحة السورية أن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة قد بلغ 594 إصابة موزعة على 11 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب (شمال). وسجّلت الوزارة 39 حالة وفاة، 34 منها في حلب، موضحةً أنّ «معظم الوفيات ناتجة عن التأخّر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون أمراضاً مزمنة».
ولم يتضح ما إذا كانت إحصاءات الوزارة تشمل الإصابات والوفيات في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة.
وفي جنيف، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال إحاطة للصحفيين أمس «في سوريا، تمّ الإبلاغ عن أكثر من عشرة آلاف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا خلال الأسابيع الستة الأخيرة».
من جانب آخر، قال مندوب سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن الولايات المتحدة ودولاً غربية حوّلت تلك المنظمة إلى أداة للتلاعب السياسي وأبعدتها عن مهنيتها، وقوضت مصداقيتها.
وفي بيان بلاده خلال افتتاح الدورة 101 للمجلس التنفيذي للمنظمة في لاهاي، أضاف السفير ميلاد عطية أنه «ومنذ عام 2018 يجري استخدام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أداة لتنفيذ أجندات سياسية لبعض الدول الغربية ضد دول أطراف في الاتفاقية».
وأضاف أن «الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الغربية حولت تلك المنظمة إلى أداة للتلاعب السياسي أبعدتها عن مهنيتها وبالتالي قوضت مصداقيتها»، وأعرب عن «القلق البالغ إزاء الحالة التي وصلت إليها الأمور، وقد أصبح مطلوباً وقف هذا الانحدار المستمر في مسار عمل المنظمة، والشروع بشكل جاد وعاجل في تصحيحه للعودة بالمنظمة إلى تنفيذ ولايتها المنوطة بها».
وأشار عطية إلى أن بلاده انضمت عام 2013 إلى اتفاقية الأسلحة الكيماوية، لإيمانها «العميق برفض استخدام الأسلحة الكيماوية من قِبل أي كان، وفي أي مكان، وتحت أي ظرف».
وأضاف أن بلاده «وخلال ثمانية أشهر من أكتوبر 2013 إلى يونيو 2014 نفذت بأمانة ومصداقية قرارها السيادي بالانتهاء من الملف الكيماوي السوري، وتم ذلك بالفعل، وخلال وقت قياسي». (وكالات)