بيروت: «الخليج»- وكالات
يستعد لبنان للرد على الملاحظات الإسرائيلية الخطية على اقتراحاته بشأن ترسيم الحدود البحرية، في وقت أشارت فيه تل أبيب إلى استمرار المفاوضات لمحاولة إبرام اتفاق، ولوحت باستعدادها لإمكانية الحرب، في حين قررت البنوك اللبنانية بالإجماع إغلاق أبوابها أمام العملاء «حتى إشعار آخر» بعد سلسلة من حوادث الاقتحام في بيروت ومحافظات أخرى من قبل مودعين يسعون إلى استعادة ودائعهم المجمدة في النظام المصرفي.
وأكدت مصادر لبنانية، أن العمل على اتفاق لترسيم الحدود مستمر بالوساطة الأمريكية، وانتقل من مرحلة المفاوضات السياسية إلى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في أجواء هادئة بعيدة عن التشنج.
وكان لبنان قد سلم ملاحظاته على المسودة الأمريكية ورفضتها إسرائيل، وهذه الملاحظات تتلخص في أن لبنان لا يقبل أن تكون هناك منطقة آمنة تحت سيطرة إسرائيل، ويرفض أن يتخلى عن أي مساحة لتكرّس منطقة أمنية لإسرائيل. كما يرفض إدراج فكرة ترسيم الحدود البرية ولن يفاوض على حدوده، بل سيعمل مع الأمم المتحدة لتحديد معالم حدوده الدولية، وهذا الأمر يسري على البحر، وكذلك أي محاولة لربط عمل شركة «توتال» بالاتفاق بينها وبين إسرائيل؛ بل يريد أن يكون عمل الشركة متصلاً بحاجاته وأن تلتزم الشركة المباشرة بأعمال التنقيب والحفر بمعزل عن أي نقاش بينها وبين إسرائيل، ولن يوافق لبنان على احتفال رسمي في الناقورة، كما يرغب الإسرائيليون.
في الأثناء، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الجمعة، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تمارس ضغوطاً على لبنان للتراجع عن بعض ملاحظاته.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بحث، مساء أمس الأول، العرض الأمريكي وفرص المواجهة مع لبنان وانتهى دون إصدار بيان.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس، عن مصدر أمني إسرائيلي، لم تسمه إن «توجيهات وزير الدفاع بيني غانتس للجيش بالاستعداد للتعامل مع سيناريو تصعيد في المنطقة الشمالية تحمل في طياتها رسالة إلى لبنان، مفادها بأن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع وحتى اندلاع مواجهة عسكرية».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن «الجيش الإسرائيلي أكمل جهوزيته لمثل هذا السيناريو قبل نشوء الأزمة الحالية في هذا الملف».
وعلى الرغم من لهجة التصعيد، فقد أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن المحادثات لمحاولة التواصل إلى اتفاق ما زالت مستمرة.
وأضافت: «الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي واللبناني».
في غضون ذلك التزمت معظم المصارف اللبنانية بقرار الإقفال بعدما دعت جمعية المصارف إلى الإضراب وإقفال كافة فروع المصارف في لبنان والاكتفاء بخدمة الصراف الآلي، وذلك بسبب الاعتداءات التي تتعرض لها مختلف فروع المصارف.
وكانت البنوك قد قررت بالإجماع إغلاق أبوابها أمام العملاء إلى أجل غير مسمى. وذكر مصرفيات لوكالة «رويترز»، أن البنوك ستواصل عملياتها العاجلة للعملاء، وخدمات المكاتب الخلفية للشركات.
والشهر الماضي، أغلقت البنوك قرابة أسبوع، بعد حوادث اقتحام نفذها مودعون محبطون.