بيروت: «الخليج»:
يقف المشهد اللبناني على مسافة 21 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، دون أن تظهر بوادر انفراجة في هذا الملف ليبقى أفق هذا الاستحقاق الرئاسي مسدوداً بانقسامات، وذلك قبل أربعة أيام من انعقاد جلسة للبرلمان بهذا الشأن، بالتوازي مع اتجاه ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل نحو التأجيل، بينما أثارت قضية ظهور ثلاث إصابات بالكوليرا في محافظة عكار الحدودية مع سوريا، استنفاراً صحياً شاملاً لمنع الوباء من الانتشار.
وترجح أوساط سياسية أن ثمة قراراً واضحاً ومريباً لدى بعض المكونات اللبنانية بعدم بلوغ توافق داخلي في المجلس النيابي على الرئيس الجديد، وبالتالي إحداث الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى. وفيما يبدو أنّ القرار بعدم التوافق له بُعد داخلي لبناني مرتبط بالخريطة السياسية الداخلية وانقساماتها وأجنداتها وب «لا ثقة» القوى والمكونات السياسية والنيابية ببعضها بعضاً، الّا أنّ مصادر سياسية تؤكّد، أنّ لهذا القرار بُعده الخارجي أيضاً. وعلى الرغم من الدعوات الخارجية التي تتوالى بشكل مباشر أو عبر القنوات الديبلوماسية سواء من باريس أو واشنطن أو الاتحاد الأوروبي.
الحكومة والترسيم
أما المشهد الحكومي، فخلاصته مراوحة في مربّع النكد وتوليد الشروط المانعة لتأليف حكومة جديدة وكابحة لأي محاولة جدّية في هذا الاتجاه، على الرغم من ضيق الوقت واقتراب ولاية الرئيس عون من نهايتها. ورغم الانسداد الذي يبدو أنه أخرج هذا الملف من دائرة التفاؤل الذي ساده في الأيام الأخيرة، فإنّ بعض الأوساط السياسية، وبعض الوسطاء العاملين على خط تدوير الزوايا الحكومية، يحاذرون في إبداء تشاؤم حيال إمكان تأليف حكومة خلال فترة العشرين يوماً الفاصلة عن انتهاء ولاية عون، حيث إنّهم لم يخرجوا من حسبانهم إمكان حدوث مفاجآت تحمل معها ولادة الحكومة في وقت قريب. أما على مستوى ترسيم الحدود اللبنانية البحرية الجنوبية مع الجانب الإسرائيلي، فسيعود هذا الملف إلى الأدراج بعدما كان الحاضر الأول في الأسابيع الأخيرة بفعل الرفض الإسرائيلي الذي استجد بعد إرسال لبنان ملاحظاته وتعديلات إلى الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، لكن الانقسام الداخلي في إسرائيل حول القضية وانتخابات الكنيست المرتقبة هما السببان المرجّحان لتطيير الإيجابية الإسرائيلية وليس المطالب اللبنانية، وبالتالي من المتوقّع أن يبقى الملف مجمّداً إلى ما بعد الاستحقاق الإسرائيلي للبتّ به.
مواجهة الكوليرا
صحياً، استنفرت وزارة الصحة اللبنانية أجهزتها بعد اكتشاف عشرات الإصابات بوباء الكوليرا في مخيم للنازحين السوريين في بلدة ببنين وفي بعض البلدات الأخرى في منطقة عكار شمال لبنان. وقالت مصادر طبية، أمس السبت، إنه تم الإعلان من قبل وزارة الصحة عن عدد محدود من الإصابات، لكن الفحوص الميدانية أكدت وجود عشرات الحالات التي تتم متابعتها ميدانياً.