بيروت: «الخليج»، وكالات
قال مكتب الرئاسة اللبناني، أمس الأحد، إن الرئيس ميشيال عون، تلقى اتصالاً من آموس هوكستين الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أن لبنان سوف يدرس الصيغة النهائية للمقترح خلال الساعات المقبلة، في تأكيد أن الوساطة الأمريكية لترسيم الحدود البحرية مستمرة، في وقت بدأت شركة التنقيب عن الغاز «إنيرجيان»، والتابعة للجانب الإسرائيلي اختبار ضخ الغاز من حقل «كاريش»، على الرغم من التوترات المتصاعدة مع لبنان.
وأضاف مكتب عون، في بيان صحفي نشره عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «الرئيس عون تلقى اتصالاً من هوكستين، أطلعه خلاله على النتائج الأخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية، مؤكداً أن جولات النقاش خُتمت وتم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة».
وتابع البيان: «الجانب اللبناني، سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكستين بشكل دقيق تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب».
وبدا لافتاً دخول فرنسا على خط ملف الترسيم، وذلك عشية زيارة ستقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت تبدأ الخميس المقبل؛ إذ أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أن فرنسا تسهم بنشاط في الوساطة الأمريكية الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
ورأت أن الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، كما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية جميع الجهات الفاعلة إلى القيام بدورها.
وبموازاة ذلك، لا يبدو مصير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أفضل من مصير الاستحقاق الرئاسي الملفع بالغموض؛ إذ مضت أربعة أيام منذ رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية على الاتفاق الذي وضعه الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، ولم يظهر واقعياً أي عامل إيجابي إلا إبراز الإرادة الأمريكية في المضي في محاولة تعويم الاتفاق ومنع انهياره. ولكن الرهانات على إمكان إعادة تعويم الاتفاق وتمريره قبل بداية نوفمبر/تشرين الثاني، التي تشكل موعداً للانتخابات العامة في إسرائيل تضاءلت جداً وبات السؤال الملحّ الذي يطرح لدى الجميع هل سيعني تعليق الاتفاق أو سقوطه انفجار المواجهة العسكرية أم أن هذا الخطر ليس حتمياً؟ وأمس استكمل هوكشتاين اتصالاته مع الجانب اللبناني لمناقشة الرد الإسرائيلي على الملاحظات اللبنانية.
وأفادت المعلومات، بأن لبنان تسلّم الملاحظات الإسرائيلية على العرض الأمريكي وعلى الملاحظات اللبنانية وتتم مناقشة كل ما يدور في فلك هذا الاتفاق.
وأشارت إلى أن الاتصالات نشطت بين الوسيط الأمريكي هوكشتاين وكل من الجانبين اللبناني والإسرائيلي من أجل معالجة ملاحظات كلّ منهما. غير أن إسرائيل وعبر شركة «انرجيان»، أكدت، في بيان، إتمام ربط المنصة بأنابيب التوصيل وبدء عملية الضخ التجريبي العكسي من الشاطئ للمنصة. وأوضحت الشركة أن تدفق الغاز على الساحل خطوة مهمة في عملية تشغيل المنصة. أما موقع «أكسيوس» الأمريكي فنقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل أبلغت لبنان بأن تدفق الغاز جزء من عملية تشغيل المنصة وليس لبدء الإنتاج.
وأعرب المسؤولون الإسرائيليون، وفق الموقع الأمريكي، عن قلقهم من عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية مع لبنان. وكانت القناة 12 قالت: «إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعطت الشركة الضوء الأخضر لبدء اختبارات حقل «كاريش»». أما قناة «كان» الإسرائيلية، فقالت إن عمليات الضخ الكاملة للغاز من الحقل يمكن أن تبدأ في غضون أسابيع بمجرد اكتمال الاختبارات.