شهدت صناعة البصريات مؤخراً ظهور مبادرات مختلفة للتقليل من بصمتها البيئية، فما هي المواد الطبيعية التي بدأ التركيز عليها في مجال تصنيع النظارات لجعل هذا القطاع أكثر استدامة؟
تعمل صناعة الموضة جاهدة وبوسائل مختلفة على الحد من تأثيرها الملوث للبيئة من خلال الاستعانة بمواد أولية لا تتسبب بانبعاثات كربونية، آليات إنتاجية تحترم البيئة، والاعتماد على إعادة التدوير. وقد تم تحويل بقايا هذه الصناعة إلى مواد أولية تخفف من تأثيرها البيئي، بالإضافة إلى تحويل المخلفات القديمة أو المتروكة إلى أزياء وأكسسوارات جديدة.
هذا الأمر ينطبق أيضاً على تصنيع النظارات بنوعيها الواقي من الشمس والمصحح للبصر، حيث يتم استبدال البلاستيك المستعمل في هذا المجال بشكل تدريجي كونه يحتاج إلى مئات السنوات كي يتحلل في الطبيعة.
مكونات غريبة
بحث مصنعو النظارات عن بدائل للبلاستيك في مجالات مختلفة ومنها مجال المكونات النباتية، فمنذ عام 2020 تم إجراء تجارب لتصنيع إطارات النظارات من مواد سريعة التحلل مثل الخشب، بقايا الأحجار البركانية، حمض السيتريك المستخرج من الليمون، الذرة، وحتى الطحالب. ويتم استعمال هذه المكونات أيضاً في مجالات أخرى منها تصنيع الأحذية والمنتوجات الجلدية.
أما أحدث المواد المستعملة في مجال صناعة البصريات فهو الأسيتات الحيوي الذي يختلف عن الأسيتات العادي بكونه قابل للتحلل، وهو بالتالي يلبي المتطلبات الجديدة للقطاع ويقلل من مدة تحلل هذه الأكسسوارات في الطبيعة. وقد توصلت بعض العلامات التجارية على تصنيع إطارات يختلط فيها الأسيتات الحيوي مع مواد طبيعية أخرى مما يجعل الإطارات قابلة للتحلل في مدة أقصاها 120 يوماً لدى رميها في الأماكن المخصصة للتسميد.
الاستعانة بالنفايات
يساهم استعمال المواد المستدامة، القابلة للتحلل، أو لإعادة التدوير في الحد من التأثير السلبي للصناعات البصرية على كوكبنا.
ويعمل مصنعو النظارات على الاستعانة في هذا المجال بالفولاذ المعاد تدويره أو النفايات البلاستيكية التي يتم جمعها من قعر المحيطات لتصنيع إطارات صديقة للبيئة. ويصب في الإطار نفسه اعتمادهم خدمات ترميم الإطارات المستعملة وإصلاحها بهدف توفير حياة ثانية لها.