في كل مرة يظهر بها سواء علي شاشة التليفزيون أو السينما يكون الجمهور في إنتظار تفاصيل الشخصية التي يقدمها وتطورها. فله طلّة مميزة تجذب الجمهور له ليتابع حرفيته في التمثيل، وهو ما أظهره في مسلسله الأخير “وعد إبليس”، حيث تمكن من خلال هذا العمل توقيع عقد مع الشيطان، بل وباع له نفسه، ولذلك أكد الفنان أحمد مجدي في حواره مع “العربية.نت” إنه سعيد بالمشاركة في “وعد إبليس” الذي يقدم خلاله شخصية مختلفة عليه تماما، منحته مساحة كبيرة من التمثيل وتقديم دور ذي وجهين. وأشار إلي أن الشخصية التي قدمها موجودة في قصص التاريخ القديمة، وهو نص إنسان ونص شيطان، وأنه لا يغير في تفاصيل الشخصية المكتوبة على الورق بنفسه.
من أفيش مسلسل “وعد إبليس”
*تمكن مسلسل “وعد ابليس” من تحقيق نجاح كبير.. فكيف وجدت المشاركة فيه؟
**سعيد جدًا بالمشاركة في مسلسل “وعد إبليس”، فهو يوجد به هذا الإنتاج الضخم، 6 حلقات مع مخرج كان أثبت جدارة في مسلسل “رشاش”، وسعيد بالمشاركة في العمل مع كل النجوم اللي فيه. ولم أتردد قبل مشاركتي في هذا العمل، فأنا دائمًا أصبح مطمئنا عندما يوجد إنتاج رائع ومنصة توفر كل العناصر والسبل ليظهر العمل بأفضل صورة ممكنة.
وهذا ما حدث في التحضيرات للمسلسل، فقد كان هناك مساحة حقيقية لكي أحضر للشخصية كما أريد، ومساحة للتأمل، وعمل أشياء مختلفة، وهو إحساس حلو كنت مفتقده. كما أعجبت بالقصة المعاصرة، فهي عن وجود الشيطان وإبليس في حياتنا بطرق مختلفة، وقد تم تقديمها بأفكار جديدة ورؤى مختلفة.
الفنان أحمد مجدي
*وهل توقعت كل هذا النجاح للمسلسل؟
**توقعت النجاح ورد فعل الجمهور على مسلسل “وعد إبليس” منذ البداية، لأن منصة “شاهد” المنتجة للعمل، عبارة عن شبكة ضخمة جدا وليست مجرد منصة أو شركة إنتاج، والعمل أشبه بتصويرنا لخمسة أفلام، ويعد من أكبر إنتاجات منصة “شاهد”، بالإضافة إلى أن وقت التصوير كان هناك دائما مجهود ضخم جدا وتحضير حقيقي وشغل على الممثلين والصورة. فكما نوهت من قبل كل عناصر العمل الفنية كان بها عناية فائقة، سواء من ناحية السيناريو والممثلين المشاركين بالمسلسل ومواقع التصوير وتقنيات الإضاءة والغرافيك وغيرها، وبسبب كل هذه العوامل كنت لا أتخيل أي شئ سوى النجاح، وكنت سعيد بهذا الأمر ومتحمس له.
الفنان أحمد مجدي
*تحمست للشخصية لتلك العوامل ام هناك تفاصيل آخري؟
**ما لفت نظري للمسلسل ليس أنه فقط شخص باع روحه للشيطان بل أنه هو جزء متأصل من اللعبة كلها، وأكثر ما جذبني أن العمل يقدم الشخصية المعتادة والتقليدية التي ظهرت في أعمال كثيرة بشكل معاصر، فالفكرة التي قدمها المسلسل حول تأثير الشيطان على الإنسان والتي سبق تقديمها في أعمال درامية وأدبية كثيرة من قبل، إلا أنها في مسلسل “وعد إبليس” قُدمت بشكل معاصر ومختلف. ولقد أثرت علي شخصيا، فعندما يقوم شخص بعمل شخصية أو دور معين بطبيعة الشخصية تكون مسيطرة على عقله، فالموضوع يصبح مرهق وصعب بالنسبة لهم.
*هل قرأت عن حقائق تشبه القصة التي يعرضها العمل؟
**بالفعل قمت بالبحث كثيرا عنها بداية من بداية تكوينها، وكيف عالجتها الدراما والمسرح، وصولا إلى التركيز على الجزء الخاص بالشيطان نفسه، وكيف أصبح نموذجا يُحكى لجميع الأشخاص في جميع الأجيال وحاولت الوصول لأشياء أصلية ونموذجية في كل شخص موجود في المجتمع وفي نفس الوقت تكون معاصرة.
*كيف كان التعاون مع المخرج العالمي كولين توج؟
**سعدت جدا بهذا التعاون، فالمخرج كولين توج كان شخص ظريف بشكل كبير، ومن المخرجين الذين يحبون أن يطمنوا الممثل ويتحدثوا معه، وهو ما ظهر من وقت التحضيرات للعمل. وفي موقع التصوير كان تفاهما ومدركا لكل التفاصيل، واعتقد أنه لا يوجد أي مشهد قدمته إلا وأنا راضي عنه. فالمسلسل أغلبه كان عبارة عن تحضير، لأنه يحتوي على ديكورات ضخمة وأماكن تصوير جديدة ومختلفة. وعقدنا العديد من جلسات العمل، للتحاور حول الشخصيات، ولم نكن نهدف فقط لتصوير أكبر عدد من المشاهد في يوم التصوير، بل سعينا لظهور المشاهد بجودة جيدة جدا.
الفنان أحمد مجدي
*وماذا عن التعاون مع عائشة بن أحمد وعمرو يوسف وفتحي عبدالوهاب؟
**لم ألتق بالفنان فتحي عبدالوهاب في أي مشهد، ولكن عائشة بن أحمد وعمرو يوسف نجوم كبار جدًا، وأنا كنت سعيد بشكل كبير بالعمل معهما. فعائشة فنانة لديها القدرة دائمًا على مفاجأة الجمهور، وتوصيل المشاعر بشكل طبيعي. أما عمرو فكان يمتلك تحديا كبيرا في هذا الدور، لأنه يستدعي شكلا كبيرا من التأمل، ولكن عنده تحويلات عنيفة في أوقات قصيرة، وأنا فخور بالمشاركة معهما في عمل واحد.
*شخصية “سامي” التي قدمتها ضمن أحداث العمل ليست سهلة؟
**بالفعل ولذلك حاولنا العمل عليها بشكل مختلف، فالشخصية لها جانبين ووجهين، أحدهما في النور وبسلوك مهذب ومظهر أنيق، مع الاحتفاظ بإثارة الشكوك حول طبيعة شخصيته، فكنت أحاول دائما أن أثبت للجمهور فكرة أنه شخص مهذب ولكن هناك ما هو غير مريح فيه، وذلك تجنبا لتوجيه مفاجأة مزعجة للمشاهدين بعد انقلاب “سامي”. ولذلك عندما يحدث التحول للشخصية من أول الموتوسيكل والخوذة والشعر والتليفون والبنت، وهو ما حدث بشكل فجائي وصادم ولكن المشاهد كان يشعر بأن هناك شيء ما سيحدث لتلك الشخصية. ففكرة المسلسل ليست عبثية، وهي تعبر عن شعور الإنسان باليأس، والقبح الذي يمكن أن ينتج عن ذلك.
*ما رأيك في المنصات الألكترونية وهل يمكن أن تمحي التليفزيون فيما بعد؟
**هذا ما قيل عن الكتب في بداية ظهورها، وأيضا عن الراديو، هذه وسائط والإنسانية دائما ما تخلق الوسائط التي تريدها، فمثلما كان يوجد راديو وسينما وتليفزيون فالمنصات تعتبر وسيط مهم وضروري وفعّال وهذا ظهر في السنتين الأخيرتين. فمنصة مثل “شاهد” منصة قوية جدا بها منظومة متكاملة، والحقيقة أن الاستثمار في المنصات منذ فترة كبيرة والجرأة الحقيقية في توظيف الانتاج بأنه يحقق أشياء جديدة للمبديعين من خلال تقديم شيء مختلف يترواح حلقاته بين 6 أو 10 أو 11 حلقة يحكمها القانون حسب القصة التي يقدمها والفترة التي تستحقها حتى تحكى.
*ما هي أعمالك المقبلة؟
**في تلك الفترة أقرأ أكثر من سيناريو من المقرر أن أشارك بهم في الموسم الرمضان المقبل، فضلا عن بعض المشاريع الصغيرة، إذ أحضر حاليا لعمل من تأليفي بفكرة جديدة، لكنه يأخذ مجهود مضاعف في ظل مجهود التمثيل. وأنا أحب سينما المؤلف، ويوجد أفلام عندما أراها أقول من المستحيل ألا يكون المخرج هو مؤلف العمل. ونوعية تلك الأعمال هي من أفضلها، وأعتبر نفسي بصري أكثر من كوني قصصي وهذه الأعمال أتمنى تقديمها خلال الفترة المقبلة.