أعلن حاكم ولاية النيل الأزرق في السودان حالة الطوارئ ومنح قوات الأمن صلاحيات كاملة لوقف القتال القبلي الذي أودى بنحو 200 شخص في يومين، فيما شهدت العاصمة الخرطوم خروج آلاف المتظاهرين للمطالبة بالحكم المدني، وتنديداً بالعنف المستشري في ولاية النيل الأزرق.
وجاء في مرسوم أصدره حاكم النيل الأزرق أحمد العمدة بادي: أعلن «حالة الطوارئ في جميع أنحاء إقليم النيل الأزرق لمدة ثلاثين يوماً». وكلف المسؤولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات وكذلك قوات الدعم السريع «بالتدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الاقتتال القبلي».
وأكدت مصادر طبية ارتفاع حصيلة القتلى إلى 200 شخص، على الأقل، ومئات الجرحى، فيما دعت السفارة الأمريكية في السودان إلى وقف العنف فوراً. وقالت السفارة عبر تويتر إن على الحكومة إشراك المجتمعات المتضررة في حوار لاستعادة السلام، كما دعت إلى إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق لضمان تقديم المساعدة للأشخاص المتضررين من أعمال العنف.
وكان مدير مستشفى ود الماحي عباس موسى قد أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف بمقتل 150 شخصاً بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب أغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86 آخرون يومي الأربعاء والخميس الماضيين في المنطقة الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الخرطوم.
وفي الأثناء، تظاهر آلاف السودانيين، أمس الجمعة للمطالبة بالحكم المدني، كما ردد المحتجون أيضاً شعارات من قبيل «لا للقبلية» و«لا للعنصرية»، غداة يومين داميين في ولاية النيل الأزرق.
وأغلق المتظاهرون عدداً من الشوارع الرئيسية والفرعية وسط الخرطوم بالحواجز الإسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة، حسب شهود عيان.
كما أغلقت السلطات الأمنية جسر «المك نمر» الرابط بين الخرطوم ومدينة بحري (شمال) والشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي، ومحيط القيادة العامة للجيش تفادياً لوصول المتظاهرين إليها، وفق الشهود. كما شهد وسط الخرطوم انتشاراً أمنياً مكثفاً، خاصة في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، ما أدى إلى تكدس السيارات والازدحام المروري.
ومنذ الصباح أغلقت السلطات السودانية، كل الجسور الرابطة بين مدن العاصمة المثلثة (الخرطوم وبحري وأم درمان) عدا جسريّ سوبا والحلفايا، تزامناً مع ما أطلق عليها «مليونية 21 أكتوبر». كما شهدت شوارع وسط العاصمة الخرطوم انتشاراً أمنياً كثيفاً من القوات المشتركة.
وإضافة الى الخرطوم وضاحيتها أم درمان، نظمت تظاهرات في مدينة ود مدني (وسط) وفي الأبيض (جنوب) وفي ولايتي كسلا وشرق النيل في الشرق. (وكالات)