إن النظر للوهلة الأولى على هذه الصورة، يمكن أن يُعطي تخمينًا أنها مأخوذة من مشهد في أحد أفلام الرعب. ولكن بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، إنها صورة حقيقية وواقعية وأن كل ما هنالك هو أنها لقطة مقرّبة لكائن حيّ يعيش في كل مكان من حولنا، ربما في منازلنا أو في أماكن عملنا أو في الهواء الطلق. إنها النملة!
التقط المصور الليتواني دكتور يوغينيوس كافالياوسكاس لقطات لنملة مُكبرة خمس مرات تحت المجهر، كاشفًا عن عيونها الحمراء ووجهها الغامض بتفاصيل استثنائية.
لقطة مُكبرة 5 مرات تحت المجهر تكشف عن عيون حمراء ووجه غامض بتفاصيل استثنائية للنملة
تم اختيار الصورة الفوتوغرافية كواحدة من 57 “لقطة متميزة” في مسابقة Nikon Small World Photomicrography، والتي حاز المصور غريغوري تيمن على جائزتها الأولى عن صورته الرائعة ليد جنينية لوزغة (برص) مدغشقر العملاقة النهارية.
الصورة التي فازت بالجائزة الأولى في المسابقة
تفسح مسابقة نيكون المجال لإبراز إبداعات تمزج بين الفن والعلم، و”تسلط مسابقة هذا العام الضوء على الصور المذهلة للعلماء والفنانين والمصورين الفوتوغرافيين من جميع مستويات الخبرة والخلفيات من جميع أنحاء العالم”.
مفتون بروائع الخالق
وأوضح دكتور كافالياوسكاس كيفية اصطياده النملة في غابة بالقرب من منزله في تاوراغو بليتوانيا، موضحًا أنه يبحث دائمًا عن “التفاصيل والظلال والزوايا غير المرئية”، لأنه يرى أن الهدف الرئيسي من التصوير الفوتوغرافي هو أن يكون الشخص مكتشفًا. وأضاف كافالياوسكاس قائلًا إنه “مفتون بروائع الخالق”.
كما شاركت في المسابقة صورة لا تصدق لخنفساء حمراء مرقطة
معجزات غامضة تحت أقدامنا
في حين أن النملة قد تبدو مرعبة للغاية، يصر كافالياوسكاس على أنه “لا يوجد رعب في الطبيعة”، قائلًا إنه عندما بدأ “التصوير الميكروي لأول مرة، اعتقد أن كل الخنافس تشبه الوحوش إلى حد ما. لكن الآن، صار الأمر معتادًا، لكن ما يثير الدهشة حقًا هو وجود العديد من المعجزات المثيرة والجميلة وغير المعروفة تحت أقدامنا”.
صورة ملونة لعنكبوت التقطها أندرو بوسيلت من جامعة كاليفورنيا
تقنية نموذجية
قال إريك فليم، مدير الاتصالات وإدارة علاقات العملاء في شركة “نيكون”: “كل عام، تتلقى المسابقة مجموعة من الصور المجهرية التي تعرض تقنية علمية وفنية نموذجية”، مشيرًا إلى أن هذا العام لم يكن استثنائيا.
قام الفائز بالمركز الأول المصور تيمن بالمزج بين تقنية التصوير والإبداع الفني ببراعة، حيث استخدم الفحص المجهري عالي الدقة والتصوير لالتقاط هذا النوع من الأبراص العملاقة النهارية.
قال تيمن: “يبلغ طول هذه اليد الجنينية حوالي 3 مم، وهي عينة ضخمة للفحص المجهري عالي الدقة” شارحًا أن “المسح يتكون من 300 قطعة، كل منها يحتوي على حوالي 250 قسمًا بصريًا، مما يستغرق أكثر من يومين وحوالي 200 غيغابايت من البيانات”.