دعت دولة الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي لمواصلة تقديم الدعم الإنساني إلى أوكرانيا، ودعت أطراف النزاع إلى الوفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في القانون الدولي والإنساني، وشددت على أن التسوية والدبلوماسية والحوار هي المدخل للجهود البناءة لوقف العدائيات والتوصل إلى حل سلمي مستدام للنواع.
الوفاء بالالتزامات
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، ليل الجمعة، قالت الإمارات،في كلمة ألقاها السفير محمد أبو شهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إن نسبة كبيرة من البنية التحتية المدنية الحساسة في أوكرانيا، بما فيها محطات الطاقة وإمدادات المياه تعرضت للدمار أو تضررت بشدة. وأشارت إلى أنه خلال أسبوع خرجت ثلث محطات الطاقة الأوكرانية من شبكة الكهرباء في وقت حرج، ما ترك السكان يفتقرون لغاز الطبخ والتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء. وأضافت أنه مع استمرار القتال فإن الحاجات الإنسانية للأوكرانيين أصبحت مضاعفة. وقالت الدولة إن المجتمع الدولي مطالب بأن يقدم الدعم الضروري لرفع معاناة المدنيين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية، وأشارت إلى أن الإمارات قدمت الأسبوع المنصرم 100 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا. ونبهت إلى أنه رغم ذلك يجب عدم نسيان مناطق أخرى في العالم، أو إهمال الحاجات الأساسية لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها.
ولفتت الدولة في بيان إلى أن أكبر معوق يواجه المنظمات الإنسانية هو الوصول إلى المحتاجين في مناطق النزاعات، كما في منطقة شرق أوكرانيا. وأشارت إلى الفئات الضعيفة في المجتمع (المعوقين والأطفال والمسنين والمرضى) التي لا تستطيع الفرار من جحيم القتال وتصبح بالتالي عالقة وسط النيران في جبهات القتال.
وأشادت الإمارات بجهود المنظمات الإنسانية في هذا السياق، وحثت على تعاون كل الأطراف لحل المعوقات التي تعرقل وصول المساعدات. كما جددت النداء للأطراف كافة للوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي والإنساني لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية بما في ذلك محطات ومنشآت الطاقة، وشددت على أن الأعيان المدنية يجب ألا تكون هدفاً للهجمات العسكرية.
وقالت الدولة إنه رغم التطورات المتعلقة بالنزاع، فان بعض التحركات بين الأطراف قادت إلى نتائج إيجابية في مسائل أساسية، بينما الدفع نحو مفاوضات أوسع مازال مفقوداً، وأشارت إلى تبادل الأسرى كمثال يوضح أهمية النتائج الإيجابية التي يمكن أن تترتب على الجهود البناءة. كما أشارت إلى اتفاقية تسهيل صادرات الحبوب والأغدية والأسمدة التي ساهمت في خفض مؤشر ارتفاع الأسعار.
وشددت الدولة على أن التسوية والدبلوماسية والحوار هي الطريق الوحيد لمنع المزيد من المعاناة. وأشادت بدور الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في تسهيل انخراط بنّاء بين الأطراف المتنازعة. وأشارت إلى أن العالم يريد السلام المستدام وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وشددت على أنه لا بديل عن وقف العدائيات في أوكرانيا والتوصل إلى حل سلمي.
الغرب يؤجج الصراع
من جهة أخرى، لفت مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إلى حقيقة استخدام راجمات الصواريخ هيمارس الأمريكية على نطاق واسع لقصف مواقع مدنية في دونباس. وقال نيبينزيا في الجلسة، إن الغرب يعمل جاهداً على تصوير نظام كييف على أنه «ضحية بريئة للعدوان الروسي»، يحتاج إلى مساعدة عسكرية مستمرة.
وتابع أنه وفق بيانات سلطات دونيتسك ولوغانسك، «فإن القصف الأوكراني للأراضي الخاضعة لسيطرتهما باستخدام أسلحة ثقيلة في الفترة من فبراير/شباط إلى أكتوبر من هذا العام، ألحقت أضراراً بأكثر من 10000 مبنى سكني وأكثر من 2000 من مرافق البنية التحتية المدنية، بما فيها 424 مؤسسة تعليمية و109 مؤسسات طبية».
وأشار نيبينزيا إلى أن كييف، تحت إشراف رعاتها الغربيين، تستخدم منذ فترة طويلة أساليب تخريبية وإرهابية لاستهداف الأراضي الروسية، واشار الى الهجوم الإرهابي على جسر القرم في 8 أكتوبر، والذي أودى بحياة 4 أشخاص، يمثل ذروة لجهودهم». ونوه بأن الضربات الأوكرانية تطال عمق الأراضي الروسية، حيث تستهدف السكان المدنيين والبنية التحتية المدنية.
(وكالات)