بين محاولة اغتيال رئيس فنزويلا ورئيس الوزراء العراقي والتحليق فوق مطارات لندن ومنصات نفطية في النرويج، تطرح الطائرات المسيّرة الصغيرة مخاطر متزايدة تجعل الوقاية منها تحدياً صعباً.
نقطة ضعف
الاستخدام المكثّف للمسيّرات الانتحارية الصغيرة يشكل نقطة ضعف جديدة بالنسبة للجيش أيضاً.
الوقاية من المسيّرات الصغيرة التي ارتفع عددها من 400 ألف إلى 2.5 مليون في فرنسا خلال خمس سنوات، هي «مهمة شبه مستحيلة» وفق ما أفاد برلمانيون في تقرير نُشر العام الماضي.وفي مؤشر إلى إلحاح الموضوع، من المقرر أن تحصل وزارة الدفاع الفرنسية على أول 6 أنظمة اعتراض مضادة للطائرات المسيّرة في بداية العام، بعد تسعة أشهر من توقيع عقد بقيمة 350 مليون يورو يمتد 11 عاماً.
طوّرت مجموعتا «تاليس» و«سي إس» نظام «باراد» الذي «تم تحسينه لرصد وتحييد الطائرة المسيّرة الصغيرة ومتناهية الصغر (من 100 جرام إلى 25 كيلوجراماً)».
يدمج «باراد» بيانات رادار مثبت على مسند ثلاثي القوائم قادر على اكتشاف المسيّرات على بعد يصل إلى 5 كيلومترات، ومراصد اتجاه تحدد موقع الطائرة المسيّرة من خلال موجات الراديو التي تنبعث منها، وكاميرات ضوئية وأخرى بالأشعة دون الحمراء، في واجهة واحدة يديرها مشغّل.
بمجرد رصد الطائرة المسيّرة ومتابعتها تلقائياً عبر الكاميرات، يقوم المشغّل بتنشيط جهاز تشويش على بعد كيلومترين من المسيّرة مع دخولها منطقة الحظر، ما يجبرها على الهبوط أو الوصول إلى نقطة محددة مسبقاً.
لا يوجد نظام سحري
يقول إجيديو كو نائب مدير مكافحة الطائرات المسيّرة في مجموعة «سي إس» إنه «بين لحظة رصد الطائرة المسيّرة ووصولها إلى هدفها، يكون للمشغل حوالي ثلاثين ثانية». لتغطية مناطق أكبر، يمكن ربط عدد من أنظمة «باراد».
من الصعوبات التي تم حلها وفق المجموعة هي تجنب الإنذارات الكاذبة، لأنه «بالنسبة للرادار الشبه بين طائرة مسيّرة وطائر كبير جداً»،لكنها تقر بأن التحديات التكنولوجية لا تزال هائلة. يتم توجيه جميع الطائرات التجارية المسيّرة تقريباً عن بُعد وبالتالي تنبعث منها موجات يمكن التشويش عليها. لكن الاستقلالية المتزايدة للطائرات المسيّرة التي يحدّد مسارها مسبقاً وعدم إصدارها موجات كهرومغناطيسية يقيانها التشويش. لذلك تم تصميم نظام «باراد» ليكون مفتوحاً وقابلاً لدمج طرق اعتراض أخرى. (أ.ف.ب)