دبي: علي نجم
نفض العين حامل اللقب غبار الهزيمة التي مني بها أمام الوحدة في «الكلاسيكو»، وعاد إلى نغمة الانتصارات حين ضم النصر إلى لائحة ضحاياه، ليحقق «الزعيم» فوزه الرابع هذا الموسم، وليعزز من فرصته في المنافسة على الدرع التي توج بها الموسم الماضي.
لم يكن العين يتقبل في موقعة ملعب آل مكتوم، أنصاف الحلول، ولم يكن أمام البطل سوى «النصر» حتى يضمن البقاء قريباً من أهل القمة، وحتى لا يفوت على نفسه فرصة التنافس من أجل إبقاء الدرع في خزائن دار الزين.
أدرك رجال المدير الفني الأوكراني ريبيروف أنهم على الموعد مرة جديدة، ولم يمهل الفريق «البنفسجي» أصحاب الأرض طويلاً، حتى تمكن الأوكراني يارمولينكو من افتتاح التسجيل بعد لعبة جماعية رائعة.
معاناة العين
تمكن اللاعب الأوكراني من تقديم هدف الافتتاح إلى مواطنه المدرب ريبروف، ورد به على كل من شكك بقدراته كلاعب يمكن أن يصنع الفارق مع البطل هذا الموسم.
وعانى العين لتعزيز فرصة التقدم، أضاع بعض الفرص، وواجه بعض الصعوبات أمام مرمى الحارس خالد عيسى، بعدما خسر خدمات المدافع الكولومبي دانيلو بإصابة قد تبعده طويلاً عن الملاعب.
وباتت الإصابة «لعنة» تطارد المدافعين في تشكيلة العين في الموسمين الأخيرين، وهو ما اضطر المدرب إلى الرهان على أكثر من لاعب، بعدما خسر الموسم الماضي التونسي مرياح بسبب الرباط الصليبي، وغاب كوامي لأسابيع عدة، وقد يمتد ابتعاد المدافع الكولومبي حتى نهاية هذا العام، وفق التشخيص الأولي الذي تحدث عنه عبد الله علي، مشرف الفريق عقب نهاية المباراة، وهو ما قد يرسم علامات استفهام حول بقاء اللاعب في كشوف الفريق أو استبداله في ميركاتو الشتاء، وهو ما سيتحدد بناء على وضعية وعملية تعافي اللاعب في القادم من الأسابيع.
هفوة قاتلة
وارتكب البديل محمد شاكر هفوة «قاتلة» سمح لريان منديز أن يخطف منه الكرة، ليذهب بها منفرداً وليلعب كرة لوب من فوق خالد عيسى، ليضع أول بصمة له في شباك العين، وليمنح العميد التعادل.
لم يتقبل العين ضياع النقاط، ولم يكن النصر ليصمد أمام المد الهجومي للضيوف، فجاءت لحظة «إبداع» من لابا ليحول عرضية إيريك بلمسة ماكرة ساحرة ومبدعة بالكعب بين قدمي الحارس، قبل أن ينجح في تسجيل الثالث الذي «قتل» به المباراة بعدما كانت العارضة قد منعت منديز من إدراك التعادل.
وساهم النصر في ملعب آل مكتوم، في تعزيز فرصة العين في المنافسة، لتسهم النقاط الثلاث في تأكيد تفوق العين في رحلته إلى ملعب آل مكتوم، الذي حقق به العين الفوز الثامن على التوالي، بينما انقاد النصر صاحب الأرض إلى الخسارة أمام المنافس «العقدة».
ويعتبر العين هو الفريق الأكثر تفوقاً على حساب النصر في المحترفين، الذي لم يعرف حلاوة النصر على الزعيم سوى مرة واحدة في آخر 15 مباراة.
ونجح العين في رفع رصيده إلى 13 نقطة، ليتقدم خطوة جديدة نحو القمة، بينما بلغ رصيد الفريق بالنقاط الثلاث حاجز 700 نقطة في دوري المحترفين.
أما النصر، فقد مني بخسارة جديدة، وواصل نزيف النقاط، رغم التغييرات الفنية والتكتيكية التي قام بها المدرب الألماني فينك الذي بات مصيره فوق صفيح ساخن، خاصة مع تراجع الفريق خطوة جديدة نحو القاع، والاقتراب من دخول دوامة الخطر، بل والوصول إلى مشارف النفق المظلم.
غياب الأجانب
ولم يفلح لاعبو النصر «الأجانب» في حمل الفريق أو صنع الفارق، فلا يزال توزي بعيداً عن اللاعب الذي صال وجال في الموسم الماضي، ولا يمكن الرهان على ديمبو الذي يظهر مرة ويغيب مرات، دون أن يمتلك تلك الفعالية الحاسمة في ترجمة أنصاف الفرص إلى أهداف، في وقت يعتبر منديز خير مثال للمزاجية التي تتحكم بأداء اللاعب الذي يبرز حيناً ويختفي حيناً، قبل أن يتراجع دون بصمة تذكر، علماً بأن الهدف في مرمى خالد عيسى هو الأول له هذا الموسم بعد 7 جولات.
وفي الوقت الذي خرج العين سعيداً بالفوز، الذي أعاد به الأمل وبقوة في المنافسة على القمة، كان النصر يتذوق علقم الهزيمة التي دفعت به إلى مركز متأخر في جدول الترتيب، ليجد نفسه في موقف صعب، خاصة مع ضعف النتائج التي يبدو أنها لا تتطابق على أرض الواقع مع فلسفة المدرب الذي يراهن على لعبة الاستحواذ والسيطرة التي لم تؤتِ أكلها مع الفريق حتى الآن.
وسعى فينك إلى وضع بصمة بتغيير أسلوب اللعب، والزج بلاعبين جدد في الاختبار الصعب، لكن الرهان لم يثمر ليمنى الفريق بخسارة جديدة هي الثالثة في 7 جولات.