فرح الهنود بتعيين ريشي سوناك، وهو هندوسي ممارس من أصل هندي، رئيساً لوزراء بريطانيا، في لحظة حاسمة للعلاقات بين الهند والقوة الاستعمارية السابقة.
أصبح المصرفي السابق ووزير المال، ريشي سوناك، البالغ 42 عاماً، أصغر رئيس حكومة في التاريخ المعاصر للمملكة المتحدة، بعد ارتقاء سريع في السياسة. وهو أيضاً أول زعيم بريطاني من أصل هندي، ومن مستعمرة بريطانية سابقة.
وقال كريشنا كومار، وهو موظف هندي في قطاع تكنولوجيا المعلومات في العاصمة نيودلهي «أنا سعيد جداً». وأضاف «بريطانيا حكمت الهند لأكثر من 300 عام، والآن سيحكم المملكة المتحدة شخص من أصل هندي». ويحمل ريشي سوناك المولود في 12 مايو/ أيار 1980 في ساوثهامبتون على الساحل الجنوبي لإنجلترا أصوله الهندية من أجداده. أما والداه وهما متحدّران من عائلة في البنجاب في شمال الهند، فكانا جزءاً من المغتربين الهنود في شرق إفريقيا.
وقال باسافاراج بوماي، رئيس وزراء ولاية كارناتاكا (جنوب)، إن الهنود المستعمَرين من الإمبراطورية البريطانية لم يكونوا ليتخيّلوا مطلقاً «تطوراً أكثر أهمية» من هذا التعيين. وأضاف «لقد تحولت الأقدار». وقد حظي تعيين سوناك بتغطية تلفزيونية واسعة في الهند. وقالت قناة «إن دي تي في» الإخبارية «ابن الهند يسطع فوق الإمبراطورية… ارتد التاريخ على نفسه». وأمس الأول الاثنين، هنأ مودي سوناك قائلاً إنه يتطلع إلى فرصة «تحويل علاقاتنا التاريخية إلى شراكة حديثة». ويتولى سوناك منصبه فيما تسعى الحكومة القومية الهندوسية في الهند لمحو آخر مخلفات الحقبة الاستعمارية.
وفي سبتمبر/ أيلول، دشّن مودي تمثالاً لسوبهاس تشاندرا بوز، أحد أبطال الاستقلال بُجِّل لحمله السلاح ضد البريطانيين، لكنه أثار الجدل لتعاونه مع ألمانيا النازية. وحصل التدشين قبل ساعات فقط من إعلان بريطانيا وفاة الملكة إليزابيث الثانية. والعام الماضي، وضع مودي ورئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، هدفاً بإبرام اتفاق تجارة حرة قبل عيد ديوالي الهندوسي الذي احتفلت به الهند، أمس الأول الاثنين. وهو اتفاق يحمل أهمية بالنسبة إلى لندن التي تسعى إلى التعويض عن خروجها من الاتحاد الأوروبي. لكن لم يعلن أي اتفاق مع وقف حزب المحافظين المحادثات خشية أن تؤدي صفقة مماثلة إلى زيادة الهجرة. وقال هارش ف. بانت الأستاذ في معهد «إنديا إنستيتيوت» في لندن، إن تعيين سوناك قد يشكل عقبة إضافية أمام الاتفاق. وأوضح «لكونه شخصاً من أصول هندية، لن يرغب في الظهور متساهلاً مع الهند. سيتعين عليه التفاوض من موقع قوة». وأشار إلى أن قدرته على التوصل إلى اتفاق رغم اعتراضات حزب المحافظين ستكون «معياراً مهماً» لنجاحه في المنصب.
(ا ف ب)