بيروت: «الخليج»، وكالات
اتجه ملف التأليف الحكومي اللبناني، أمس الأربعاء، إلى مزيد من التعقيد، بعد التراشق الإعلامي بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار«الوطني الحر» جبران باسيل، فيما أكد ميقاتي أنه يعول على جهود الفاتيكان، بما له من سلطة معنوية وعلاقات مع كافة الأطراف، للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين وإجراء الانتخابات الرئاسية، بالتزامن مع تأكيد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن لا جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم الخميس كما كان مقرراً، على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة لاحقاً، بينما يوقع اليوم اتفاق ترسيم الحدود البحرية في مقر «اليونفيل» في الناقورة جنوبي البلاد، في حين رأى الرئيس ميشال عون أن مرحلة اقتصادية جديدة سيعيشها لبنان بعد البدء بالتنقيب عن النفط والغاز، واستثمار ثروته الطبيعية.
تراجع حظوظ «التأليف»
وتراجعت حظوظ التأليف الحكومي قبيل انتهاء ولاية عون في 31 الجاري، بعدما اشتعل السجال بين ميقاتي وباسيل، مساء أمس الأول الثلاثاء، وبعد اتهام بعضهما بالتعطيل مع إعلان الثاني أن حكومة تصريف الأعمال لا يمكن لها دستورياً أن تتولى صلاحيات الرئيس، وقد ينسحب منها وزراء التيار، ولم يعد بالتالي هناك أي أمل بالتشكيل إلا في ربع الساعة الأخير من عمر العهد الذي يبدو أنه سيودّع البلاد من دون تسليم مقاليد الرئاسة لرئيس جديد مع تعذّر انتخاب رئيس جديد حتى إن جلسة اليوم الخميس المقررة لهذا الغرض ألغاها الرئيس بري ليستعيض عنها بطاولة حوار وطني للتوافق على تسمية رئيس. وفي هذا الصدد، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» ميشال موسى أنه لا يوجد موعد محدد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، مستبعداً انعقاد جلسة قبل ال31 من الجاري، مشيراً إلى أن «لا فراغ في السلطة، والمؤسسات ستكمل عملها»، لافتاً إلى أن «الدستور واضح بأن الحكومة تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية من دون الإشارة إلى نوع الحكومة»، مشيراً إلى أن «هناك نية لدى بري للدعوة للحوار وهو على تشاور مع الآخرين، ويبحث في آلية هذا الحوار وبنده الوحيد هو انتخاب رئيس جديد»، وقال: إن «الحوار موجود ولكن ليس قبل تأكيد مشاركة الكتل كافة». وبالتزامن، أكد ميقاتي للسفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، خلال استقباله له أمس الأربعاء في السراي الحكومي، أنه يعول على جهود الفاتيكان، بما له من سلطة معنوية وعلاقات مع كافة الأطراف، للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين وإجراء الانتخابات الرئاسية.
الترسيم البحري
وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ومع وصول الوسيط الأمريكي اموس هوكشتاين إلى بيروت، من المقرر أن يلتقي عون صباح اليوم الخميس ليسلّمه نص الوثيقة التي سيُصار إلى توقيعها بعد الظهر في الناقورة في لقاء منفصل بين الوفد اللبناني، بمعزل عن لقاء مُماثل بين هوكشتاين والجانب الإسرائيلي. وفي هذا السياق، أعلنت شركة إنرجيان، أمس الأربعاء، عن بدء إنتاج الغاز في حقل كاريش البحري. وقال ماثيوس ريجاس الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان في بيان: «لقد قمنا بتنفيذ مشروع تاريخي يجلب المنافسة إلى سوق الغاز الإسرائيلي ويعزز أمن الطاقة». وأضاف: «الإمدادات في منطقة شرق البحر المتوسط توفر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة من شأنها إحداث تأثير مادي في البيئة».
إلى ذلك، اعتبر عون، خلال استقباله نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فريد بلحاج مع المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، أن مرحلة اقتصادية جديدة سيعيشها لبنان بعد البدء بالتنقيب عن النفط والغاز، واستثمار الثروة الطبيعية له، مشيراً إلى أن دعم البنك الدولي دليل ثقة بلبنان على الرغم من الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها.