تعرف إلى قصة المدرج الجنوبي المثيرة لملعب دورتموند

إعداد: معن خليل
بوروسيا دورتموند ليس مجرد نادٍ في الدوري الألماني لكرة القدم «البوندسليغا»؛ حيث لجمهور فريق المدينة الواقعة على حوض الرور أكثر من حكاية، جعلته يسيطر على تصنيف «الفيفا» من ناحية الحضور الأكثر في أوروبا في استاد «سيغنال ايدونا بارك» المسمى بـ«المعبد»، نظراً للطقوس التي يمارسها أنصاره خلال المباريات فوق ميدانه الأخضر.
وعلى الرغم من أن بوروسيا دورتموند ليس بالنادي الأول في ألمانيا وأوروبا من حيث الألقاب، فإنه يمتاز بأنه الأكثر جماهيرية في «القارة العجوز» من خلال العدد القياسي الذي يشاهد مبارياته في ملعبه؛ لذلك لم يكن غريباً في أحد المواسم وتحديداً عام 2012 أن يطلب 450 ألف شخص تذاكر لمباراة الفريق الذي كان يستعد لخوض مباراة مع بايرن ميونيخ على قمة الدوري، وعلى الرغم من أن «سيغنال ايدونا بارك» يتسع إلى 80 ألف متفرج بيعت التذاكر في ظرف 10 دقائق فقط.
الأكثر صخباً
وعندما يتم سرد قصة العشق الجنوني لجمهور بوروسيا دورتموند لفريقه التي تعد ظاهرة عالمية، فإنه لا يمكن أبداً إغفال حكايات مشجعي «المدرج الجنوبي» في ملعب النادي والمصنف من قبل «فيفا» بأنه الأكثر صخباً وحماساً على المستوى الأوروبي، لما يضيفه الأنصار من قوة تشجيع ورسم للوحات فنية ساحرة.
وهناك الكثير من الأساطير تروى حول المدرج الجنوبي ويكفي أن لاعبي بوروسيا دورتموند يتجهون نحوه بعد نهاية المباريات ويجلسون على الأرض ليس طلباً للراحة؛ بل احتراماً ولمشاهدة مشجعي هذا القسم في الملعب الذي يتحول إلى مسرح للجماهير التي تقوم بطقوسها وتطلق أهازيجها وسط حماس منقطع النظير لاسيما في حالات الفوز.
أكبر مساحة
وبالنظر إلى قيمة مشجعي المدرج الجنوبي فإن إدارة النادي خصصت لهم أكبر مساحة مخصصة للجماهير في مدرج بأوروبا، وهو يتسع لـ24 ألفاً و445 متفرجاً وبعرض 100 م وطول 40 م وعمق 52 م.
أما لناحية جماهير بوروسيا بشكل عام فإن حالته تشكل ظاهرة ألقي الضوء عليها دائماً، لاسيما أن دورتموند تعد سادس أكبر مدينة في ألمانيا ويبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة فقط، ومع ذلك فإن العدد التقريبي الذي يشهد مباريات الفريق يبلغ 72 ألف متفرج في المباراة الواحدة، هذا عدا أن 400 ألف شخص خرجوا للاحتفال بالفريق عندما أحرز لقب الدوري في 2011.
يمرض ولا يموت
وقصة ارتباط منتسبي بوروسيا دورتموند بفريقهم كانت مثالاً على مر التاريخ؛ لذلك عندما قضي على كل معالم النادي خلال الحرب العالمية الأولى وبقي أحد المؤسسين؛ حيث رفع شعار «دورتموند يمرض لكن لايموت» وعمل مع بعض وجهاء المدينة على إعادة إعمار ما تهدم، أما كلمات النشيد الرسمي للنادي فتحمل عبارة «الحب الحقيقي» للدلالة على مدى العشق الذي يكن لأصحاب القمصان الأصفر والأسود.
وكان جمهور بوروسيا دائماً هو الأول وحامل الأرقام القياسية وحتى عندما هبط النادي إلى مصاف الدرجة الثانية عام 1972 وصعد بعد مرور أربع سنوات، أظهر أنه ناد فريد من نوعه عندما حضر مباراته الأولى بعد العودة أكثر من 40 ألف متفرج كرقم غير مسبوق في ألمانيا في تلك الفترة.
وهناك خصوصية أخرى لا يتمتع بها أي جمهور آخر في أوروبا وهي أن مشجعي دورتموند الذين يبلغون في ملعبهم 80 ألف متفرج يتابعون فريقهم وهم يقفون طيلة التسعين دقيقة من زمن المباراة ومهما كانت النتيجة، وهو ما جعل الصحافة تطلق عليهم لقب «الأنصار الواقفون».