بيروت: «الخليج»، وكالات
ألمح الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمس الجمعة، إلى إمكانية قبول استقالة الحكومة الحالية، معتبراً أن لا إرادة لدى رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي وفريقه، لتشكيل حكومة، وقال إنه «لم يرَ نصاً دستورياً يمنع قبول استقالة الحكومة إلا بعد تأليف حكومة جديدة»، ما يعني ان المعجزة وحدها تنجح في الدفع نحو التأليف خلال المدة الباقية من ولاية عون التي تنتهي منتصف ليل بعد غد الاثنين، بينما انتقد ميقاتي كلام عون، وقال بلغة ساخرة «أحياناً تخون كبارنا الذاكرة، فتختلط الوقائع بالتمنيات، والحقائق بالأوهام»، فيما أصبح الفراغ الرئاسي واقعاً مع عدم دعوة رئيس المجلس النيابي (البرلمان)، نبيه بري، الى جلسة خامسة لانتخاب الرئيس بالتزامن مع انتهاء ولاية عون، بينما اتفق لبنان وقبرص حول تسريع محادثاتهما لترسيم الحدود البحرية، لكن بيروت أكدت أنها لن تنهي محادثات الترسيم مع قبرص إلا بعد التفاهم مع سوريا، في حين تواصل الترحيب الدولي باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
واعتبر عون، في لقاء وداعي مع الصحفيين المعتمدين في القصر الرئاسي، أن لا إرادة لدى ميقاتي وفريقه لتشكيل حكومة، وأنه لا يعتمد مع تكتل «لبنان القوي» والتيار «الوطني الحر» نفس المعايير التي يعتمدها مع الأحزاب والقوى الأخرى. وأشار في حديث تلفزيوني إلى أن الحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة، ولا يُمكنها أن تحكم، وأنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالتها، مؤكداً أن الحوار حول الموضوع الرئاسيّ سيفشل، معتبراً أن هناك خطأ كبيراً في عدم تحديد الفترة المسموح بها لرئيس الحكومة المكلف بتأليف الحكومة.
من هنا ترى مصادر مواكبة ان لا حكومة خلال الفترة المتبقية من ولاية عون، بعدما فشلت كل الوساطات، فيما يغادر ميقاتي بيروت، غداً الأحد، إلى الجزائر لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية.
ترحيب دولي
من جهة أخرى، رحب عدد من دول العالم والأمم المتحدة، باتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس، في بيان عن «اعتقاده الراسخ بأن هذا التطور يمكن أن يعزز الاستقرار المتزايد في المنطقة». ورحب الرئيس الدوري للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي، بالاتفاق واصفاً إياه ب«التاريخي لتسوية الخلاف البحري بين إسرائيل ولبنان»، وهنأ رئيس مجموعة العمل الأمريكية من أجل لبنان اد غبريال «الشعب اللبناني على ترسيم الحدود البحرية متمنياً أن يجلب هذا الاتفاق الازدهار والأمن والسلامة».
محادثات قبرصية لبنانية
إلى ذلك، قال المبعوث الرئاسي القبرصي تاسوس تزيونيس، عقب اجتماع عقده مع الرئيس عون، بحضور الوزراء والمسؤولين اللبنانيين المعنيين «يحدونا أمل كبير في أن يكون لدينا اتفاقيات جديدة من شأنها أن تجعل تعاوننا أكثر سهولة»، مؤكداً أنه «لا توجد مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلّها بسهولة». وأضاف «أجرينا مناقشات ودية وبناءة للغاية حول اتفاقية ترسيم الحدود والمسائل البحرية ذات الصلة»، معتبراً أن «التوقيت الآن جيد جداً ونحن متفائلون للغاية، وهذا ما نحتاجه لبدء عمليات الطاقة في البحر». وأوضح نائب رئيس مجلس النّواب الياس بو صعب، أن «الهدف من الاجتماع مع الوفد القبرصي هو مناقشة النقاط التي كانت عالقة بين لبنان وقبرص بموضوع الترسيم البحري، فقد كان هناك اختلاف بوجهات النظر في السابق، وحصلت اتفاقية لكنها لم تُبرم»، ونقل عن الرئيس عون قوله «إننا لن ننهي الملف مع قبرص إلّا بعد التّفاهم مع سوريا، لأن ذلك ما يحصل بين الدول الصديقة».