مشهد غريب استوقفني وأعتقد أنه استوقف كل من شاهده في شوارع مصر خلال الساعات الماضية فأثناء ذهابي للعمل شاهدت طابور ضخم وزحام شديد لم أتبين من شدته سبب تواجده وعلى ماذا يتزاحم المواطنين فظننت أنه منتج يباع بسعر جيد أو خدمة جديدة تقدم بعرض لا يقاوم فوقفت بالسيارة وأرسلت من يستبين لي الأمر ويشتري لنا من هذا المنتج حتى لو كان كرتونة بيض أو فراخ مجمدة بأسعار جيدة.
وكانت الصاعقة والذهول بعد معرفة سبب الطابور للوهلة الأولى وهو الاشتراك في القناة التي تحتكر إذاعة كأس العالم 2022 والدوريات الأوروبية ووقتها أعتقدت أيضا أن القناة تقدم الاشتراك مجانا وطلبت من مرافقي الاستفسار حتى نستفيد من الاشتراك المجاني ونحصل على العرض ولكن جاءني الرد سريعا وأصبت بالذهول عندما علمت بأن الزحام للاشتراك في القناة لمدة شهر بمبلغ بالدولار بما يوازي أكثر من 3 الآف جنيه.
لا ننكر أن المواطن المصري يكافح في ظل ظروف اقتصادية تؤثر على العالم أجمع ولكن هناك معاناة أخرى لمواطنين يقفون بالطوابير للاشتراك في شبكة القنوات بهذا المبلغ في ظل تجاهل وعدم فهم لمشروع طرحته منذ سنوات.
انتظرت كثيرا رافضا الرد على من يتحدثون دون فهم أو إدراك عن ما أطرحه منذ سنوات فالرد على المزايدات مضيعة للوقت ودخول في منطقة من الجدل لا طائل منها.
فكرة تشفير مباريات الدوري ليست مجرد سطر أو كلمة ولكنها مشروع كامل متكامل يفيد الجميع بما فيها الجمهور نفسه ومن يتحدث عن مبلغ الـ 50 جنيه سنويا التي سيتم تحصيلها لا يستحق الرد عليه أو الدخول في نقاش معه من الأساس ولكن المشكلة في من يفهم الفكرة ولا يناقشها أو يحاول الاستفادة منها وأعني هنا رابطة الأندية أو اتحاد الكرة.
الأندية تعاني حاليا وأغلبها لم يدفع مقدمات عقود اللاعبين ونشاهد تراجع في مستوى النقل التلفزيوني أو حتى حالة الملاعب ولم نشاهد راعي واحد حتى الآن لمسابقة الدوري أو الأندية وهو ما يؤثر بالسلب على جودة الدوري نفسه وكل هذا لن ينصلح إلا بتنمية موارد حقيقية وتفكير خارج الصندوق كما يقال فما بالك بالأفكار التي أصبحت داخل الصندوق ولا نسمعها أو نناقشها بعقلانية لتنفيذها.
صناعة كرة القدم أصبحت ضخمة ويعمل بها ما يزيد عن 5 ملايين مواطن وحديثي ينبع من وطنيتي وحبي لهذه البلد في وقت أشاهد فيه أصدقاء أو جيران يهاجرون ويعرضون علي الفكرة ويعددون مكاسبها ولكني كما قلت أحب بلدي وأحب أن أشاهدها في أفضل حال ومشروع كتشفير المباريات لن يقتصر فائدته على الأندية أو اللاعبين فقط ولكن ستفيد كل العاملين في الصناعة وتقدم خدمة أفضل للمشاهد بمبلغ أقل من 5 جنيهات شهريا .
لا أتحدث من أجل مصلحة شخصية ولكن ما شاهدته اليوم استفزني بشدة ومشهد الطابور أصابني بالصدمة وأعلم وأنا أعيد الطرح إن “محدش سامع حاجة”.
أخبار شائعة
- أهم عشرة أحداث عالمية في عام 2024
- “رينارد”: طموحنا مستمر وسنعمل لتصحيح المسار أمام اليمن غدًا في خليجي 26
- المسيحيون في سوريا.. بين تصريحات مطمئنة وتصرفات مثيرة للقلق
- الجنيه المصري.. صورة إيجابية رغم التراجعات
- ثروة جديدة بالمغرب بقيمة 300 مليار دولار
- إلى أين يتجه سعر صرف الجنيه المصري في 2025؟
- ما سبب هبوط الجنيه المصري لأدنى مستوياته على الإطلاق؟
- الفريق الفتحاوي يستأنف تدريباته ويتلقى محاضرة عن تحديثات قانون كرة القدم