تبدأ القمة العربية الحادية والثلاثين اليوم الثلاثاء بالجزائر، وتستمر لمدة يومين، بحضور عدد من الزعماء العرب الذين بدأوا بالوصول إلى الجزائر التي استكملت استعداداتها الأمنية واللوجستية، وسط تفاؤل بالتوصل إلى توافقات عربية حول القضايا الراهنة.
وتشهد القمة التي تعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، تسليم الرئاسة الدورية للقمة العربية من الرئيس التونسي قيس سعيّد رئيس الدورة العادية الثلاثين إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي يفتتح القمة، قبل أن يحيل الكلمة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ثم كلمات مختصرة للمراقبين والضيوف.
ويقيم الرئيس الجزائرى عقب هذه الجلسة الافتتاحية، مأدبة عشاء على شرف قادة الدول العربية ورؤساء الوفود، قبل أن تستكمل القمة بجلسة تشاورية مغلقة صباح غد الأربعاء لمدة ساعة ونصف الساعة، يعقبها جلسة عمل أولى علنية، يتحدث فيها القادة العرب حسب أولوية الطلب، يعقبها جلسة عمل ثانية مغلقة، تتضمن اعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشته، واعتماد مشاريع القرارات، واعتماد مشروع «إعلان الجزائر».
تحديات وتهديدات
وتتصدر مناقشات القمة العربية قضايا أبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على المنطقة، وملف الإرهاب. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على الأهمية الكبيرة لهذه القمة في لم الشمل العربي ومواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه دول المنطقة والتي تقتضي إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا في المنطقة، مشدداً على أن القمة ستعطي دفعة مهمة للموقف الفلسطيني، وتتخذ قراراتٍ لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم.
وقال أبو الغيط لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إن قمة الجزائر يتضمن جدول أعمالها كافة القضايا السياسية التقليدية التي يحتاج الجانب العربي إلى استصدار قرارات تُحدد المواقف العربية الجماعية بشأنها، وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني، وأيضاً القضايا المتعلقة بالأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال وكذلك دعم لبنان، وهناك أيضاً القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن قضايا ذات أولوية خاصة في المرحلة الحالية مثل إقرار الاستراتيجية العربية، لتحقيق الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة العالمية متعددة الأبعاد، وما أفضت إليه من تهديد خطير للأمن الغذائي العربي، ومن اتساع الفجوة الغذائية، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تسعى في الأساس إلى حشد الإمكانات العربية للتعامل مع هذا الملف على نحو جماعي وشامل.
إزالة التوترات
وأضاف أبو الغيط: «إن لم الشمل هو هدف كل قمة عربية والجزائر كدولة مُضيفة لديها هذا الهدف، ولدي اقتناع بأن المرحلة الحالية، بكل ما تنطوي عليه من ضغوطٍ وتهديدات تواجهنا جميعاً، تقتضي في الأساس إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية والبحث عن القواسم المشتركة أو بمعنى أصح القاسم المشترك الأدنى بين المواقف العربية إزاء مختلف القضايا.. فالتوافق هدف غال يتعين العمل من أجله بكل السبل».
وقال أبوالغيط إنه قام بزيارة الجزائر أكثر من مرة بهدف التحضير للقمة، كما قامت وفود من الأمانة العامة للجامعة العربية بزيارات للجزائر، للوقوف على كافة التفاصيل والترتيبات المتعلقة بالقمة، والتنسيق مع الجهات الجزائرية المختلفة في هذا الخصوص.
احتفاء بالضيوف
وتزينت كافة الشوارع والميادين الرئيسية في العاصمة الجزائرية بالأعلام العربية، بينما عززت قوات الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية الجزائرية من حضورها. كما انتشرت قوات تأمين الدرك الوطني التابعة للجيش الجزائري في جميع المحاور الرئيسية والفرعية بالعاصمة.
أما مجمع قاعات المؤتمرات، والذي استضاف أعمال الاجتماعات التحضيرية، ويستضيف القمة اليوم، ويحمل اسم عبد اللطيف رحال؛ السياسي والدبلوماسي الجزائري الذي شارك في ثورة التحرير ضد المستعمر، فتزين هو الآخر بأعلام الدول العربية مع إتمام كافة التجهيزات الفنية واللوجستية الضخمة. (وكالات)