الشارقة: عصام هجو
انحازت السعادة إلى أصحابها في استاد نادي الشارقة، وسيطرت الأحزان على أصحاب الأرض بسبب ضياع التعادل الذي لعب له «الملك» فغادر جمهور الشارقة المدرجات مع الهدف القاتل للبديل البرازيلي جواو بيدرو الذي فاز به الوحدة على الشارقة في الجولة الثامنة من دوري أدنوك
رد الوحدة بفوزه على الشارقة الاعتبار لنفسه من خسارة نهائي كأس رئيس الدولة بعد مرور 10 أيام، إضافة إلى أنه خدم نفسه وخدم المنافسة والدوري بصفة عامة، لتصبح هناك 3 فرق مشتركة في محطة 16 نقطة، هي شباب الأهلي والشارقة والوحدة، وهذا الاشتباك في الصدارة يحدث لأول مرة في الدوري.
لعب الوحدة بتكتيك عال وتعامل مع المباراة بمراحل، وبرزت حنكة المدرب الإسباني خيمينيز في الأمتار الأخيرة من المباراة، عندما دفع بأوراقه الرابحة إسماعيل مطر وجواو بيدرو صاحب الهدف القاتل من التمريرة السحرية التي كانت أشبه بالغمزة وبالمقاس على رأس البديل جواو بيدرو، الذي أصبح حديث الناس بعد نهاية المباراة، رغم أنه لم يشارك إلا دقائق معدودات هو وإسماعيل مطر.
مازال الشارقة يعاني مشكلة في خط الوسط، في ظل غياب صانع الألعاب وضابط الإيقاع، مع الاعتماد على توليف لاعب لا تتوافر فيه صفات صنّاع اللعب وهو الجناح كايو أو المهاجم الوهمي، لكونه يميل إلى اللعب الاستعراضي والاحتفاظ بالكرة والمراوغة أكثر من اللازم، وبالتالي دفع الشارقة ثمن الاستغناء عن البرازيلي بيرنارد غالياً، إضافة إلى ظهور حلقة مفرغة في الوسط في ظل غياب اللاعب صانع الألعاب، كما أن مردود لاعبي المحور الذين يتبادلون المشاركة في وسط الملعب أقل من رمانة وسط «الملك» السابق الأوزبكي شوكوروف.
من الأخطاء التي ارتكبها كوزمين أمام الوحدة، أنه أشرك ظهيراً للحد من خطورة ظهير، بتوظيف ميلوني للعب جناح أيمن، ولم يكن مطلوباً من ميلوني سوى إيقاف خطورة الظهير الوحداوي روبين فيليب، وبذلك يكون الشارقة لعب ناقصاً لأن ميلوني كان تائهاً وحائراً في الملعب، وكان من الأفضل إشراك جناح صريح ومقابلة خطورة روبين بأسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع، ويؤخذ على كوزمين أيضاً أنه أشرك البوسني بيانيتش رغم عدم اكتمال الجاهزية، لذلك لم يكن له تأثير إيجابي في الفريق سواء في نهائي الكأس بالشوط الأول أو بالشوط الثاني أمام الوحدة، فكان مجرد اسم فقط بالملعب.
وتحدث مدرب الوحدة خيمينيز بواقعية ومنطق، ورداً على الآراء التي ترى أن الوحدة يفوز عندما يشرك إسماعيل مطر وجواو بيدرو مع بعضهما، قال: «القرارات الفنية لي وهي مهمتي ووظيفتي، وبالفعل أشركت بيدرو ومطر لتصدير رغبة الفوز للاعبين، من خلال ضرورة الهجوم بقوة، وأننا قادرون على الفوز في أي وقت، وإذا لم يتحقق الفوز، كانوا سيقولون المدرب مجنون، كونه لم يشرك إسماعيل وجواو بيدرو».
ورداً على وصف البعض التبديلات والتشكيلة بالجنون، قال المدرب: «أتفق معكم، ولكنه أحلى جنون، تيجالي وطحنون قدما مباراة كبيرة وبذلا مجهوداً جباراً خلال الستين دقيقة التي لعباها، وأعتقد أن الحظ الذي افتقدناه في النهائي جاء إلينا في مباراة الدوري، وأنا فخور برغبة وطموح اللاعبين وإصرارهم على الفوز، فقد كانوا رائعين في كل شيء».
وحول اقتحام الفريق منطقة الصدارة، قال: «يجب أن نعمل بقوة أكبر في المباريات القادمة، فالدوري لم ينته، وما زالت الأمور بعيدة».
أما كوزمين، فقال: «قدمنا المباراة هدية للوحدة، فقد كانت في طريقها إلى التعادل وهو النتيجة العادلة، ولكننا دفعنا ثمن المخاطرة بسبب عزيمتنا على الفوز، فالوحدة حصل على فرصة واحدة وسجل منها».
وأضاف: «هناك أمور كثيرة تغيرت في الفريق بعد مباراة النهائي، وهذا الشيء أحزنني كثيراً، وكان ذلك واضحاً في مباراتي البطائح والوحدة فقد شاهدت أموراً في الفريق لم أشاهدها من قبل، وأتمنى تعلم الدرس من خسارتنا من الوحدة».
على خط آخر، استدعى مدرب اللياقة بنادي الوحدة اللاعبين البدلاء الذين شاركوا في الشوط الثاني وفي مقدمتهم جواو بيدرو وإسماعيل مطر، للانخراط في تدريبات اللياقة البدنية «ريكفري»، بعد أن سمح لهم بدقائق معدودة للاحتفال مع بقية زملائهم في غرف الملابس، ولكنهم عادوا إلى الملعب بسرعة واستمروا في تدريبات بدنية على أنغام احتفالات جماهير الوحدة التي ظلت بالمدرجات لفترة طويلة تتغنى بالفوز الغالي لفريقها على حساب الشارقة.