رحبت دولة الإمارات باعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2657 لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال «أونسوم»، عاماً إضافياً حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مؤكدة دعم السلام والاستقرار في الصومال، وأنها ستواصل مساندة الشعب الصومالي وبعثة «أونسوم».
وفي بيان ألقته السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن، فجر أمس الثلاثاء، جددت الإمارات الإعراب عن خالص تعازيها ومواساتها للصومل إثر التفجير الإرهابي الذي وقع في مقديشو يوم 29 أكتوبر الماضي، وراح ضحيته عشرات الأبرياء، مشددة على رفضها المطلق للإرهاب، بجميع أشكاله، وأينما وُجِد.
وقالت الإمارات، في بيانها، إن مثل هذه الأعمال الإرهابية تُبرز مجدداً الدور الهام لبعثة «أونسوم» في الصومال، لا سيما من حيث دعم الجهود لبناء الدولة وتعزيز أمنها ومؤسساتها الحكومية، بهدف تمكينها من التصدي للتحديات المعقدة التي تواجهها، وفي مقدمتها محاربة جماعة الشباب الإرهابية.
ونوه البيان بأن الإمارات اقترحت أثناء عملية المشاورات حول ولاية «أونسوم» حذف مصطلح «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومختصره «ISIL» ليحل مكانهما مصطلح «داعش»، لضمان عدم إعطاء مجلس الأمن مصداقية لما يفعله تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية الأخرى من استغلال للإسلام لتبرير عنفهم وكراهيتهم، من خلال إطلاق تلك الجماعات تسميات إسلامية على نفسها. وشدد البيان على أنه لا يوجد أي صلة ل«داعش» بالإسلام، مشيراً إلى أن مجلس الأمن أكد في العديد من قراراته أنه لا ينبغي ربط الإرهاب بأي دين، مؤكداً أن هذا البيان يتماشى مع موقف الجمعية العامة التي ابتعدت عن استخدام مُصطلحَي «ISIL» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» في استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. وطالبت الإمارات مجلس الأمن بالقيام بما هو صحيح في هذا الجانب.
وكان مجلس الأمن شدّد على أهمية العمل التعاوني بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) والصومال، إضافة إلى شركاء آخرين.
وفيما أقر المجلس بتجدد العمليات ضد حركة «الشباب» الإرهابية، شجع بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، على دعم البلاد في ضمان وضع خطط لحماية المدنيين والمجتمعات المحلية في المناطق التي تركز عليها العمليات العسكرية، وكذلك دعم القيادة المدنية والرقابة الصومالية في تخطيط وتنسيق جهود تحقيق الاستقرار.
كما شجع البعثة على دعم الصومال من أجل تعزيز توسيع نطاق الحكم وتقديم الخدمات في المناطق والمقاطعات التي تستمر فيها الهشاشة، وضمان تقديم دعم متوازن في الوقت المناسب للمناطق الجديدة، أو التي تعافت مؤخراً، من حركة «الشباب» الإرهابية.
وحث أعضاء المجلس، الحكومة الاتحادية الصومالية على تعميق التعاون والتآزر على جميع المستويات، وتنفيذ هيكل الأمن القومي والخطة الانتقالية، وتعزيز المصالحة السياسية والوطنية والمحلية، وإحراز تقدم نحو وضع الصيغة النهائية للدستور وفي محاربة حركة «الشباب» لتأمين السلام والأمن في جميع أنحاء البلاد.