بيروت: «الخليج»- وكالات
أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان،نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، أن صلاحيات رئيس الجمهورية لا تعود بموجب الدستور الى رئيس الحكومة، بل إلى مجلس الوزراء، وسنعمل على إدارة شؤون البلاد من دون استفزاز، في وقت أُنزل العلم اللبناني عن السارية في القصر الجمهوري ورفعت صور الرئيس ميشال عون إيذاناً بدخول لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي الذي يبدو أنه سيطول في غياب التوافق بين الكتل النيابية، بالتزامن مع دعوة الخارجية الفرنسية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية للإسراع في انتخاب رئيس جديد من دون تأخير، في وقت بات من المؤكد ان حكومة تصريف الأعمال ستمارس صلاحيات الرئيس في الحدود الضيقة.
الصلاحيات لمجلس الوزراء
وأكّد الرئيس ميقاتي المشارك في القمة العربية في الجزائر، في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، امس الثلاثاء، أن «صلاحيات رئيس الجمهورية لا تعود بموجب الدستور إلى رئيس الحكومة، بل إلى مجلس الوزراء، وسنعمل على إدارة شؤون البلاد من دون استفزاز، ولكن الأولوية تبقى لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وتأليف حكومة جديدة، وأن يكون التعاون والانسجام قائماً بينهما. ومن هذا المنطلق سيبقى تعاوننا مع المجلس قائماً وفاعلاً». وكان ميقاتي التقى، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في الجزائر، على هامش اجتماع القمة العربية، وخلال اللقاء، جدد أبو الغيط تأكيد «وقوف الجامعة العربية إلى جانب الحكومة اللبنانية»، مشدداً على ضرورة التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، ومحذراً من التبعات السلبية للشغور الرئاسي.
وفي هذا الإطار، بات من المؤكد أن حكومة تصريف الأعمال ستتولّى صلاحيات رئيس الجمهورية بعد الشغور الرئاسي، لاسيما وأن الجلسة التي دعا إليها رئيس المجلس نبيه بري، غداً الخميس، لمناقشة رسالة عون التي طلب فيها نزع التكليف من ميقاتي، يبدو أن نتيجتها محسومة سلفاً لناحية عدم الأخذ بالرسالة، واعتبارها لزوم ما لا يلزم، خاصة أن الاستقالة تمّت بحكم الدستور مع بدء ولاية المجلس النيابي الحالي، وفي الوقت نفسه منحها صلاحية تصريف الأعمال بحدودها الضيّقة، علماً بأن الدستور ينصّ على إيلاء صلاحيات رئيس الجمهورية لمجلس الوزراء، ولم يميز بين حكومة كاملة الصلاحيات وحكومة تصريف الأعمال.
في الأثناء، أُنزل العلم عن السارية في القصر الرئاسي، امس الثلاثاء، ورفعت صور عون إيذاناً بدخول لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي.
دعوات لانتخاب رئيس جديد
إلى ذلك، أكد السفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري، خلال لقائه، امس الثلاثاء، مع المشايخ والعلماء في أزهر البقاع، بحضور النائبين بلال الحشيمي وحسن مراد، أن العلاقات السعودية -اللبنانية ستتحسن بعد تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جمهورية يستعيد ثقة المملكة والدول المهتمة بالملف اللبناني. ودعت فرنسا النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون تأخير. كما دعا الإتحاد الأوروبي «القيادات اللبنانية إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة بأقصى سرعة»، مؤكداً «مواصلة مساعدة لبنان وشعبه للمضي قدماً نحو التعافي والاستقرار اللذين يستحقهما». وكتبت السفارة الروسية في لبنان عبر صفحتها على «تويتر» أمس الثلاثاء: «نأمل أن ينجح شعب لبنان الصديق في تجاوز المرحلة الصعبة الحالية، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا في إطار عمل بنّاء مشترك، يؤخذ فيه رأي الجميع في الاعتبار ومن دون تدخل خارجي».





