أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، أن تأثير النزاعات في العالم لا تقتصر على الدول الأطراف فيها بل يمتد تأثيرها إلى العالم أجمع، والمتضرر الرئيسي هي الدول والشعوب الفقيرة والضعيفة، وجددت الدعوة إلى تسوية النزاعات ببناء الثقة والحوار والدبلوماسية، فيما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا إلى ضمان سلامة حركة الملاحة البحرية في البحر الأسود، وطالبها ب«التزامات» بعدم استخدام ممر الحبوب «لأغراض عسكرية»،ما اعتبرته واشنطن «ابتزازاً جماعياً». وأعلنت تركيا أنها تجري اتصالات، لضمان استمرار اتفاق تصدير الحبوب.
تشخيص وحلول
وقالت السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الليل قبل الماضي،أن الصراع في أوكرانيا نموذج للمعاناة الإنسانية في جزء من عالمنا، يترجم إلى معاناة أكبر في أجزاء أخرى من العالم. وأشارت إلى أن روسيا وأوكرانيا لهما دور مركزي في سلسلة إمدادات الأغدية العالمية، وأضافت أن ما يحدث في هذين البلدين له تأثير قصير المدى على أسعار السلع في العالم، ما يؤثر في المدى البعيد على الأمن الغذائي للشعوب والدول والمجتمعات الهشة والضعيفة في إفريقيا والشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن اتفاق تصدير الحبوب الذي أيدته الإمارات ساعد على خفض أسعار الأغدية والأسمدة. وأشارت إلى أن الأطراف كافة مطالبة بالحفاظ على الثقة في هذه الآلية وأكدت أن أي تغيير منفرد سيؤدي إلى الإضرار بسلسلة الإمداد كاملة.
وحثت الإمارات الأطراف كافة إلى معالجة أي خلافات لإزالة أي شائبة من عدم اليقين، وإعادة الالتزام بالعملية،إلى جانب إيلاء الأهمية الكافية لصادرات الأمونيا العنصر الرئيسي في صناعة الأسمدة. وجدد تأكيد ضرورة التطبيق الكامل للاتفاق وتوسيعه وتمديده ما سينعكس إيجاباً وبالفائدة على الأمن.
وذكرت الإمارات أهمية وقف التصعيد، وضرورة التوصل إلى الدبلوماسية المناسبة،والتعرف على والبناء على المجالات التي تم الاتفاق فيها،مع معرفة التأثير العالمي للنزاع، والعمل على التوصل إلى نهاية سلمية للصراع وتحقيق السلام المستدام.وشددت على أن لا بديل عن وقف العدائيات،والالتزام بالحوار والدخول في أجواء الحل عبر الدبلوماسية.
وجددت الإمارات استعداها لتقديم كل ما هو مطلوب من أجل تسهيل الحوار مع الأطراف الأخرى لمعالجة هذا الموضوع العاجل.
ضمانات
من جهة أخرى، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا إلى ضمان سلامة السفن التي تعبر ممر تصدير الحبوب، متّهماً كييف بأنها تشكل «تهديداً» بعد هجوم استهدف الأسطول الروسي في القرم السبت.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «حركة السفن على امتداد الممر الأمني أمر غير مقبول، لأن القيادة الأوكرانية وقيادة القوات الأوكرانية تستخدم ذلك للقيام بعمليات عسكرية ضد الاتحاد الروسي». وأضافت «في ظل الظروف الحالية، يتعين ألا تكون هناك أي أسئلة بشأن ضمان أمن أي كيان في الاتجاه المشار إليه حتى يقبل الجانب الأوكراني التزامات إضافية بعدم استخدام هذا الطريق لأغراض عسكرية».
لا للابتزاز
واعتبرت الولايات المتحدة أن مطالبة موسكو كييف بعدم استخدام ممر تصدير الحبوب لأغراض عسكرية «ابتزاز جماعي»،وقال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس لصحفيين «هذا يبدو أنه عقاب جماعي أو ابتزاز جماعي». وأضاف «الأمر ليس مسألة بين أي دولتين. إنه ضرورة ملحة» للدول النامية.
وأوضح «تعليق موسكو المبادرة سيكون بمثابة عقاب جماعي لبقية دول العالم، لا سيّما البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تحتاج بشدّة إلى هذه الحبوب».
اتصالات تركية
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين،أمس الثلاثاء،إن أردوغان سيتحدّث في الأيام المقبلة مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بشأن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية،مضيفاً «نعتقد أنّنا سنتجاوز كل هذا»، ومؤكّداً أنّ اتفاق الحبوب «يفيد الجميع».
وأعلنت موسكو أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود تشاوش أوغلو تباحثا الاثنين في القضية خلال محادثة هاتفية.
وأشار بيان للخارجية الروسية إلى أن «لافروف شدد على وجوب أن تضمن أوكرانيا أنها لن تستخدم الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية المخصصة لتصدير المنتجات الزراعية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد روسيا». وتابع « في هذه الظروف فقط يمكن البحث في استئناف الحركة في الممر الآمن». كذلك تباحث وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي آكار الاثنين في القضية.
ثلاث سفن أخرى تغادر
قال مركز التنسيق المشترك بقيادة الأمم المتحدة في بيان، إن ثلاث سفن غادرت الموانئ الأوكرانية ظهر الثلاثاء، بموجب اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وذلك في اليوم الثاني من الإبحار بعدما علقت روسيا مشاركتها في المبادرة. وجاء في البيان أن تحركات السفن اتفقت عليها وفود من أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في المركز، ومقره إسطنبول، وتم إحاطة الوفد الروسي علماً بذلك. وأفاد البيان بأن منسق الأمم المتحدة بشأن مبادرة الحبوب أمير عبد الله يواصل المناقشات مع كل الدول الأعضاء الثلاث في محاولة إلى استئناف مشاركتها بالكامل في المركز الذي يُشرف على المرور الآمن للسفن. (وكالات)