حذّر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الليلة قبل الماضية، من أن رفض بعض المرشحين الجمهوريين قبول نتائج انتخابات منتصف الولاية «يمهّد الطريق للفوضى»، داعياً الأمريكيين إلى معارضة «العنف السياسي»، وترهيب الناخبين.
وقال بايدن في مقتطفات نشرها البيت الأبيض من خطاب ألقاه في وقت لاحق، أمس الأول الأربعاء «هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أمريكا… لا يلتزمون بقبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها». وأضاف «يمهد ذلك الطريق للفوضى في أمريكا… وهو أمر غير مسبوق وغير قانوني وغير أمريكي». وتابع الرئيس الديمقراطي «كما قلت من قبل، لا يمكنك أن تحب بلدك فقط عندما تفوز». وأردف في كلمته قبل ستة أيام من الانتخابات النصفية، «هذه ليست سنة عادية». وأوضح «في سنة عادية، لا نواجه كثيراً سؤال ما إذا كان الصوت الذي ندلي به سيحافظ على الديمقراطية، أو يعرّضها للخطر». وأضاف «لكن ذلك هو الحال هذه السنة». ويقدّر مراقبو الانتخابات أن الديمقراطيين سيخسرون غالبيتهم في مجلس النواب لمصلحة الجمهوريين، يوم الثلاثاء المقبل، في حين أن حفاظهم على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ لا يزال موضع شك.
وقال بايدن، إن على الأمريكيين أن يتّحدوا ضد «العنف السياسي وترهيب الناخبين»، محذراً من تصاعد التطرف الجمهوري قبل انتخابات الكونغرس النصفية، الأسبوع المقبل. ودعا بايدن في كلمة تلفزيونية الأمريكيين إلى الوقوف صفاً واحداً «ضد العنف السياسي وترهيب الناخبين»، منبهاً إلى «الارتفاع المقلق» في عدد الشخصيات العامة التي تتغاضى عن مثل هذه التصرفات. وقال «علينا مواجهة هذه المشكلة، لا يمكننا إدارة ظهرنا لها»، مضيفاً «لا يمكننا التظاهر بأنها ستحل نفسها بنفسها».
وقبل ستة أيام من انتخابات منتصف الولاية الحاسمة، يحاول معسكر بايدن تركيز النقاش على المخاطر التي تهدد الديمقراطية، في وقت تلقي المواضيع الاقتصادية بظلالها على الحملة الانتخابية. وظهر ذلك واضحاً في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الديمقراطي، البالغ 79 عاماً، حول «الرهانات التي تحملها انتخابات الأسبوع المقبلن بشأن الديمقراطية». وقالت المتحدثة باسمه، كارين جان بيار، إنه «أوضح أن الديمقراطية في خطر، ولا يمكننا التظاهر بعكس ذلك». وأضافت خلال إحاطتها الإعلامية اليومية «عدد مقلق من الجمهوريين يشيرون إلى أنهم لن يقبلوا نتيجة» الانتخابات النصفية. ويتهم الجمهوريون الرئيس بايدن، بسوء إدارة الملف الاقتصادي، ويظهرون ثقة متزايدة بإمكانية إطاحة الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس في استحقاق 8 نوفمبر/ تشرين الثاني. ووفق استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك ونُشر، أمس الأول الأربعاء، يعتقد 36 في المئة من الأمريكيين، أن التضخم هو أكثر القضايا «إلحاحاً» التي تواجه البلاد. وتأتي ثانياً (10 في المئة) حقوق الإجهاض التي حاول الديمقراطيون حشد قاعدتهم حولها. وتعد هذه الانتخابات التي تأتي بعد عامين من الاقتراع الرئاسي بمثابة استفتاء على مدى نجاح ساكن البيت الأبيض، وهي كثيراً ما تصب في مصلحة المعارضة.
(وكالات)