وصل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى البحرين، للمشاركة في أعمال ملتقى البحرين، تحت شعار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» في المنامة، بمشاركة نحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم. ويشكل هذا الملتقى مناسبة جديدة لاستكمال مسار وثيقة الأخوة الإنسانية.
ورحب عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة البابا فرنسيس، لافتاً إلى أن هذه الزيارة سيكون لها أثر طيب وكبير لكل دول الخليج وكافة الدول العربية، مثمناً الدور الذي يقوم به البابا فرنسيس لنشر السلام على مستوى العالم، لافتاً إلى أن السلام هو الطريق الوحيد للاستقرار في جميع البلدان. وقال إن الجميع في المملكة لهم الحرية في ممارسة عبادتهم في جو من الألفة والاحترام المتبادل، حفاظاً على ثوابتنا الموروثة باحترام المعتقدات الدينية.
وأكد الملك أن البحرين تدعم كافة جهود السلام، وترفض كل أشكال التمييز من أجل تثبيت مواقفنا المشتركة لإحلال السلام في العالم، ووحدتنا الإنسانية، لافتاً إلى أن مملكة البحرين تعتمد دوماً سبل التآخي واحترام سياسات الدول وعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية.
كما رحب عاهل البحرين بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين لدى وصوله إلى المنامة للمشاركة في الملتقى الذي يعقد بمركز عيسى الثقافي بالمنامة، وتركز جلساته على تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، ودور رجال الأديان في معالجة التحديات المعاصرة المختلفة.
ورحب الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، بمشاركة الإمام الأكبر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، في ملتقى البحرين للحوار، مقدراً جهود مجلس حكماء المسلمين والفاتيكان في مشاركة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تنظيم هذا الملتقى الذي يعزز التعايش السلمي.
وبعد لقائه الملك في قصر الصخير، دعا البابا فرنسيس إلى عدم جعل إمكانية الحوار والتلاقي بين الثقافات والأديان تتبخّر، معتبراً أن التطرف يهدّد الجميع.
وهذه هي الزيارة التاسعة والثلاثين للبابا إلى الخارج منذ انتخابه، والثانية إلى منطقة الخليج، بعد زيارة تاريخية إلى الإمارات عام 2019. وزار البابا أكثر من عشر دول ذات أغلبية مسلمة، بينها الأردن وتركيا والبوسنة والهرسك ومصر وبنغلاديش والمغرب والعراق.
ويلقي البابا، اليوم الجمعة، كلمة أمام أعضاء «مجلس حكماء المسلمين» في جامع قصر الصخير. ويلتقي شيخ الأزهر، الذي وقع معه في أبوظبي وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية.
وقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين الشيخ عبداللطيف المحمود، لوكالة الصحافة الفرنسية في المنامة «التقاء هاتين القامتين الدينيتين للمسلمين والمسيحيين، أعتقد أنه شرف للبحرين».
وأضاف «نرحب بزيارة البابا إلى البحرين ونرى فيها وسيلة من وسائل نشر المحبة بين الناس ونشر التعارف بينهم».
ويناقش ملتقى حوار البحرين خلال جلساته عدة محاور تعزز وترسخ السلام والعيش المشترك وأهمية الحوار بين الأديان، وتجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات التغير المناخي، وأزمة الغذاء العالمية. (وكالات)