* عرفت مشواراً طويلاً كمدرب في إفريقيا. كيف تقارن تلك الحقبة بفترة تدريبك لمنتخب السعودية؟
الأمر مختلف لكن العمل بحد ذاته متشابه. جودة اللاعبين مهمة للغاية في هذه المقاربة. لتقديم عروض رائعة في بطولة كبرى، عليك أن تكون قوياً جداً على المستوى الجماعي، خصوصاً أمام الخصوم الذين سنواجههم (في كأس العالم). وقعنا في مجموعة صعبة لكن ثقتنا في أنفسنا كبيرة. أشرفت على تشكيلات مختلفة لمنتخب السعودية، واللاعبون معتادون على التحديات الكبرى. عدد كبير منهم يشارك بصفة دائمة مع الأندية في مسابقة دوري أبطال آسيا، وهي بطولة تتميز بمستوى مرتفع. اللاعبون يعيشون ضغطاً دائماً لتحقيق الأفضل مع أنديتهم. حقق الهلال لقب بطل دوري أبطال آسيا مرتين في السنوات الثلاث الأخيرة. هذا يعكس جودة لاعبيه ومستواهم رغم وجود عناصر أجنبية في الفريق. لدينا عناصر يؤدون بشكل مميز. علينا الآن أن نكون في القمة على المستوى الجماعي في 22 نوفمبر (موعد المباراة الأولى في مونديال قطر أمام الأرجنتين).
* كيف تمضي معك الحياة في السعودية؟
ممتازة. أعيش في الرياض منذ ثلاث سنوات. قمت بتوقيع عقد طويل الأمد حتى 2027. السبب في ذلك أنني أعيش في ظروف ممتازة. أقولها دون تردد: الاتحاد السعودي للعبة كان استثنائياً طيلة السنوات الثلاث. يعمل على التقدم بالكرة السعودية وفق نهج سليم. بعد ذلك، لن تكون هناك أية مشكلة، إذ بي أو بدوني، هم في الاتجاه الصحيح.
* نجحتم في تحقيق الفوز في المباريات كافة التي أقيمت على أرضكم في التصفيات الآسيوية؟
في الرياض وجدة، نحصل على دعم كبير جداً حيث تصل القدرة الاستيعابية للملاعب إلى 60 ألف متفرج. الأجواء ممتازة حتى على مستوى الصراع بين الأندية. هناك سوء فهم للسعودية في أوروبا، بيد أنه بلد كبير في كرة القدم. نميل للقول بصورة مبسّطة: إنها الأموال. هذا صحيح، الوسيلة موجودة، لكن السعودية بلد كرة قدم، وهذا الواقع ليس وليد الساعة. هذا بلد بتعداد سكاني يصل إلى 30مليون نسمة،
اللاعبون كافة وُلدوا في المملكة. لا يوجد تجنيس من أي نوع كان.
أفضل اللاعبين
* من هم أفضل لاعبيك؟
أركّز دائماً على الأداء الجماعي. لكن في حال اضطررت إلى الاختيار، فسأنتقي سلمان الفرج، قائد المنتخب وفريق الهلال والذي يشبه في كثير من النواحي الإيطالي تياغو موتا. قدم يسرى وتقنية استثنائية. هو تقريباً ميزان الفريق. وهناك أيضاً الجناح سالم الدوسري. لاعب هجومي ينشط في نادي الهلال أيضاً، وهو قادر على صناعة الفارق.
كيف تقاربون المباراتين الأوليين أمام منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي ومنتخب بولندا بقيادة روبرت ليفاندوفسكي؟
سيكون الأمر رائعاً! عندما تقرّر أن تصبح مدرباً، فأنت ترغب في مواجهة أفضل الخصوم. تكمن روعة هذه اللعبة في صعوبة المهمة، لكن كل شيء ممكن.
* هل فُرض عليكم هدف معين في مونديال قطر، مثل نسخ إنجاز «الأخضر» ببلوغ الدور الثاني في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة؟
لا. لقد استقبلَنا ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان). بارك لنا التأهل إلى كأس العالم مؤكداً بأن لا ضغوطات مفروضة على اللاعبين وبأنه علينا فقط إظهار صورة جميلة عن كرة القدم السعودية. أراها خطوة ذكية. هو تواصل مثالي وواقعي. لكن هذا لا يعني بأننا سنتساهل في أداء مهمتنا. لا بل على العكس، علينا العمل لتحقيق شيء جميل.