عدن-«الخليج» ووكالات:
دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، إلى تمديد الهدنة في اليمن والعمل نحو تسوية تفاوضية لإنهاء الصراع الطويل بشكل نهائي، متهماً ميليشيات الحوثي بارتكاب جرائم حرب في اليمن منذ انتهاء الهدنة، فيما كشفت الأمم المتحدة عن أن أكثر من 300 مدني وقعوا ضحايا للألغام والمتفجرات خلال فترة الهدنة في اليمن، التي امتدت نحو ستة أشهر.
وأعرب المسؤول الأممي، في بيان أمس الجمعة في جنيف، عن قلقه البالغ إزاء أمن وسلامة المدنيين اليمنيين، مشيراً إلى ورود تقارير عن وقوع خسائر في الأرواح وإصابات ناجمة عن هجمات القناصة والقصف، إضافة إلى هجوم على أحد الموانئ وبما عرض حياة المدنيين لخطر جسيم.
وقال تورك إن اتفاقية الهدنة المنتهية كانت قد جلبت هدوءاً نسبياً لليمن، حيث حدث انخفاض حاد في الخسائر المدنية، وزاد تدفق شحنات الوقود إلى الحديدة، وأعيد فتح مطار صنعاء.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، إفإن إعادة فتح الطرق لإخراج سكان تعز، لم يتحقق، معرباً عن أسفه لانتهاء الهدنة في 2 أكتوبر من دون أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق لتمديدها.
وقال إن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحقق في الأسبوع الأخير من أكتوبر من ثلاثة حوادث قصف على الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة، إضافة إلى حوادث إطلاق نار قناصة وهجوم للحوثيين بطائرة من دون طيار على ميناء الضبعة النفطي في محافظة حضرموت عرَّض المدنيين لمخاطر جسيمة غير مبررة.
وحث المفوض الأممي، جميع أطراف النزاع على الالتزام الصارم بمبادئ القانون الإنساني الدولي في إدارة العمليات العسكرية وبذل قصارى جهدهم للحد بشكل مطلق من تأثير العمليات العسكرية على المدنيين، مشدداً على أنه يقع على عاتق أطراف النزاع التزامات صارمة بتسهيل وصول منظمات الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحتاجين وتسهيل وصول المدنيين إلى الخدمات الإنسانية والخدمات المنقذة للحياة.
وحذر فولكر تورك من أن الاستهداف المتعمد للمدنيين والأعيان المدنية محظور بموجب القانون الدولي، ويشكل جريمة حرب، داعياً إلى وقف مثل هذه الهجمات على الفور وأن تقوم السلطات المعنية بالتحقيق في مثل هذه الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها.
في الأثناء، كشفت الأمم المتحدة عن أن أكثر من 300 مدني وقعوا ضحايا للألغام والمتفجرات خلال فترة الهدنة في اليمن، التي امتدت نحو ستة أشهر.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تسببت في مقتل وإصابة 343 مدنياً خلال فترة الهدنة، من بينهم 95 قتيلاً، مشيراً إلى أن الألغام والمتفجرات التي زرعها الحوثيون لا تزال تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه المدنيين ويلحق بهم خسائر فادحة، لا سيما النساء والأطفال.
وعلى الرغم من استمرار الهدنة ستة أشهر، فإن الألغام والمتفجرات الحوثية أسقطت 120 مدنياً في محافظة الحديدة، التي توصف بأنها أكثر المحافظات المزروعة بالألغام والمتفجرات الحوثية.
وفاقمت الفيضانات من الأزمة بعد أن جرفت كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات إلى وسط المزارع والطرقات والتجمعات السكنية، وفق تأكيد تقارير الأمم المتحدة.