بدأ رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، بالتعافي، أمس الجمعة، في المستشفى من إصابة بالرصاص في قدمه غداة محاولة اغتياله، فيما تعهد أنصاره بمواصلة «المسيرة الطويلة» التي أطلقها نحو إسلام أباد، والهادفة للضغط على الحكومة لتنظيم انتخابات.
وأعلن فيصل سلطان طبيب، عمران خان الخاص، أمس الجمعة، لوكالة فرانس برس، أن نجم الكريكت السابق «في حالة مستقرة وفي وضع جيد» في مستشفى بلاهور (شرق). وقالت النائبة في حزب«حركة إنصاف الباكستانية»، سيمي بخاري، لوكالة فرانس برس بعد زيارتها لعمران خان إنه «في مزاج جيد»، مضيفة «لقد سمح له الأطباء بالتحرك، وهو بخير تماماً، وسيخرج قريباً».
هجوم الخميس على موكب عمران خان الذي نفذه، كما يبدو، رجل مسلح واحد، أوقع قتيلاً، وعشرة جرحى، ما زاد التوتر في بلد غارق في أزمة سياسية عميقة منذ إقصائه عن السلطة في إبريل/ نيسان.
وكان عمران خان (70 عاماً)، أطلق يوم الجمعة الماضي، «مسيرة طويلة» ضمت الآلاف من أنصاره بين لاهور والعاصمة إسلام أباد، للضغط من أجل تنظيم انتخابات مبكرة، وهي المحطة الأولى على طريق عودته إلى السلطة التي يأمل بها. وأصيب برصاصة على الأقل في قدمه اليمنى حين أطلق مسلح رشقاً من مسدس أوتوماتيكي على حاوية شاحنة كان خان يلقي منها خطاباته أمام الحشود منذ بدء المسيرة.
وقال فؤاد شودري وزير الإعلام السابق في حكومة خان لوكالة فرانس برس، إن مسؤولي الحزب اجتمعوا، أمس الجمعة، لبحث الاستراتيجية الواجب اتباعها بشأن «المسيرة الطويلة» ووعد في الوقت نفسه بأنها ستستمر.
وكتب في تغريدة «المسيرة الطويلة من أجل الحرية الحقيقية ستستمر والحركة في سبيل حقوق الشعب أيضاً، إلى حين صدور إعلان بشأن الانتخابات».
وهناك العديد من مسؤولي حزب خان في عداد الجرحى. وقد دعا مسؤولون من حزبه مناصريهم إلى تنظيم تظاهرات في البلاد، بعد صلاة الجمعة.
وخلال الليل قبل الماضي، تجمع آلاف من أنصار خان في المكان الذي وقع فيه الحادث في وزيرستان، على بعد 170 كلم من إسلام أباد، وحمل كثيرون منهم لافتات عليها شعارات سياسية.
وقالت وزيرة الإعلام، مريم أورنجزيب، إن المهاجم اعتقل، فيما انتشر على الإنترنت شريط اعتراف مفترض. ويتحدث رجل في الفيديو الذي سجل على ما يبدو في مركز للشرطة، ويقول «فعلت ذلك لأنه (خان) يضلل الجمهور، حاولت قتله، بذلت قصارى جهدي». وأضاف أنه كان غاضباً لأن الموكب وضع موسيقى أثناء الآذان.
من جهته، حضّ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جميع الأطراف في باكستان على الامتناع عن أعمال العنف، ودان محاولة الاغتيال التي تعرض لها عمران خان. وقال بلينكن في بيان إن «العنف ليس له مكان في السياسة، وندعو جميع الأطراف للامتناع عن أعمال العنف والمضايقة والترهيب»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بباكستان ديمقراطية وسلمية، ونقف إلى جانب الشعب الباكستاني».
يذكر ان تاريخ باكستان الحديث شهد اغتيالات سياسية عدة. وأعادت محاولة اغتيال خان إلى الأذهان ذكرى الاعتداء الذي أودى في عام 2007 بحياة بي نظير بوتو، ولم يتم التعرف بعد إلى منفذي العملية. وقبل ذلك اغتيل أول رئيس حكومة لباكستان، لياقت علي خان، بالرصاص خلال تجمع سياسي في 1951 في روالبندي.(وكالات)