بيروت: «الخليج»
أرخى تثبيت مجلس النواب (البرلمان) اللبناني صلاحية حكومة تصريف الأعمال في ممارسة مهام رئيس الجمهورية وفق الأصول الدستورية، حالة من الارتياح كي تنتظم أحوال البلد ولا تعم الفوضى الدستورية فيه، فيما يتوقع أن تكون نتيجة الجلسة النيابية الخامسة التي حددها رئيس المجلس نبيه بري يوم الخميس المقبل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غير منتجة كسابقاتها، في وقت يتوقع أن يعلن المجلس الدستوري خلال الأسبوع الحالي بعض نتائج الطعون النيابية من أصل الطعون الستة الباقية، في حين توالت المواقف المنددة بما تعرضت له محطة «إم تي في».
وقد ارتاح الوضع الداخلي بعدما ثبّت مجلس النواب صلاحيات حكومة تصريف الأعمال في ممارسة مهامها بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية، في ظل الفراغ الرئاسي القائم، وإن كان رئيس حكومة تصريف الأعمال لن يدعو لجلسات حكومية كي لا يستفز فريق التيار «الوطني الحر» ويدفع وزراء التيار لمقاطعة هذه الجلسات، في وقت يستعد ميقاتي لزيارة مصر في نهاية الأسبوع الجاري لمتابعة المحادثات التي أجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة الجزائر، سياسياً وصحياً خصوصاً لجهة المساعدات الموعودة في مواجهة الكوليرا. وكان ميقاتي قد استقبل، أمس الجمعة، السفير السعودي وليد البخاري وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرق البحث إلى موضوع اتفاق الطائف، في ضوء اللقاء الذي تقيمه السفارة السعودية اليوم في قصر الأونيسكو، في الذكرى الثالثة والثلاثين للاتفاق.
من جهة أخرى، توالت المواقف المنددة بما تعرضت له محطة «إم تي في»، لاسيما من قبل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري الذي دان ما حصل أمام المحطة وأسف لسقوط إصابات وجرحى، معتبراً أن الجميع مطالبون بالتحلّي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية لتجاوز الأزمة الحالية، داعياً القوى السياسية ووسائل الإعلام إلى الابتعاد عن كل ما يثير التشنجات والاحتقان، وكذلك من قبل نقابة المحررين ونواب وشخصيات. وكانت حلقة برنامج «صار الوقت» للإعلامي مارسيل غانم عبر قناة ال «إم تي في»، قد شهدت ليل أمس الأول عراكاً بين الجمهور داخل الاستوديو، الأمر الذي أدى إلى حالة توتر كبير بين جمهور «التيار الوطني الحر» من جهة، ومعارضين له من جهة أخرى، نتج عنه سقوط 8 جرحى نتيجة إطلاق نار، ما اضطر غانم إلى إيقاف الحلقة مؤقتاً. وبدأ الإشكال أثناء كلمة النائب وضاح الصادق عن «شهداء 13 تشرين»، حيث استضاف غانم النواب: شربل مارون، وضاح الصادق، والنائب السابق علي درويش، وناشر موقع لبنان الكبير الصحفي محمد نمر. وتخلل الحلقة تبادل للاتهامات بين النائبين الصادق ومارون. وبقي التوتر قائماً، حيث تطور العراك إلى خارج المبنى في النقاش شرقي بيروت، بعدما تجمهر مناصرو التيار «الوطني الحر»، ما استدعى مارسيل غانم إلى مناشدة رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل للتدخل لضبط الوضع حقناً للدماء. وأعلنت قيادة الجيش أن قوة من الجيش تدخلت لفض الإشكال وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.