أطلقت كوريا الشمالية، أمس السبت، أربعة صواريخ باليستية قصيرة المدى، في وقت شاركت قاذفة أمريكية من طراز «بي-1بي» في التدريبات الجوية المشتركة في كوريا الجنوبية، غداة اعتبار الولايات المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي، أن تجارب كوريا الشمالية «استهزاء» بالأمم المتحدة، واتهمت روسيا والصين بحماية بيونغ يانغ من عقوبات الأمم المتحدة.
المزيد من الإطلاقات النارية
أطلقت كوريا الشمالية السبت أربعة صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه البحر، على ما أعلن جيش كوريا الجنوبية، في أحدث عمليات إطلاق الصواريخ التي أجرتها بيونغ يانغ منذ الأسبوع الماضي.
وقالت رئاسة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، في بيان، إن «الجيش الكوري الجنوبي رصد أربعة صواريخ باليستية قصيرة المدى أطلقتها كوريا الشمالية من تونريم، في مقاطعة بيونغان الشمالية (غرب)، باتجاه بحر الغرب».
وبلغت «المسافة التي قُطعت نحو 130 كيلومتراً على ارتفاع نحو 20 كيلومتراً وبسرعة 5 ماخ تقريباً». وتفوق هذه السرعة سرعة الصوت بخمس مرات.
وقالت هيئة الأركان، إن الاستخبارات الكورية الجنوبية والأمريكية تجري مزيداً من التحليلات لمعطيات عمليات الإطلاق.
وشملت عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية يومي الأربعاء والخميس، صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، وصاروخاً سقط قرب المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الكورية في 1953.
ويأتي إطلاق الصواريخ فيما أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات جوية مشتركة (باسم «العاصفة اليقظة») هي الأكبر على الإطلاق بينهما، أثارت غضب بيونغ يانغ التي اعتبرتها «استفزازية وعدائية».
عرض للقوة
حذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أن عمليات إطلاق الصواريخ قد تكون مقدمة لتجربة نووية تقوم بها كوريا الشمالية، ومددتا مناوراتهما الجوية الأكبر من نوعها حتى أمس السبت، رداً على ذلك.
واختتمت أمس السبت التدريبات التي نشر خلالها سلاح الجو الأمريكي قاذفتين من طراز بي-1بي بعيدتي المدى، في اليوم الأخير الذي شهد عرضاً للقوة.وفيما لم تعد القاذفة «بي-1بي» الأسرع من الصوت تحمل أسلحة نووية، إلا أن سلاح الجو الأمريكي يعتبرها «العمود الفقري لسلاح القاذفات البعيدة المدى» القادرة على ضرب أي مكان في العالم. ويقول سلاح الجو الأمريكي إن القاذفة قادرة على حمل 34 طناً من الذخائر التي يمكن أن تشمل صواريخ كروز وقنابل موجهة بالليزر.
ويمكن إطالة مدى القاذفة بتزويدها بالوقود جواً، ما يمنحها القدرة على شن ضربات في أي مكان في العالم.
سجال في مجلس الأمن
قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أول أمس الجمعة، إنّ سلسلة التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية تشكّل «استهزاءً» بمجلس الأمن، في انتقادات مبطّنة أيضاً للصين وروسيا. وقالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة لمجلس الأمن: «هؤلاء الأعضاء (روسيا والصين) برّروا الانتهاكات المتكرّرة من جانب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وبدورهم مكّنوا كوريا الشعبية الديمقراطية واستهزأوا بهذا المجلس».
وندد السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير ب«تصعيد غير مسبوق واستفزازات غير مقبولة» من جانب بيونغ يانغ. وبعد توجيه الانتقادات لروسيا والصين في المجلس، دعت كل من واشنطن وباريس ولندن ودول أخرى غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، في بيان مشترك، إلى «الوحدة» في مواجهة «التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية على السلام الدولي».
ورفضت الصين وروسيا، هذا الإعلان المشترك. وانتقد سفيراهما التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، واتهما واشنطن بالرغبة في «إجبار بيونغ يانغ على نزع السلاح بشكل أحادي من خلال العقوبات والضغط».
وحمّلت موسكو وبكين واشنطن مسؤولية التصعيد.
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون: «يتعين على المجلس أن يلعب دوراً بناء بدلاً من التركيز دائماً على ممارسة الضغوط. وفي ظل الظروف الحالية، يجب على المجلس أن يسعى بشكل خاص لتخفيف حدة المواجهة، والحد من التوترات ودعم التسوية السياسية».
وانتهى الاجتماع دون صدور بيان مشترك عن مجلس الأمن.
وقبل الاجتماع، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بلسان المتحدث باسمه، إنه «قلق جداً بشأن التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتصاعد خطاب المواجهة».
(وكالات)