أكد الرئيس الروسي أن مواجهة بلاده مع «النازية الجديدة» في أوكرانيا كانت حتمية، ونددت وزارة الخارجية الروسية بمن يشككون في المبادرة الروسية حول النازية واعتبرتهم «شخصيات عديمة الأخلاق».
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مواجهة روسيا مع «النظام النازي الجديد» في كييف كانت حتمية.
وفي معرض إجابته على أسئلة عن التاريخ، وبّخ بوتين الإمبراطوريات الغربية على سرقتها الدول الإفريقية أثناء فترة الاستعمار. وأشاد بوتين بالهند الحديثة قائلاً إن لديها إمكانات كبيرة. وقال بوتين إن روسيا لديها حضارة وثقافة فريدتين.
وأكد بوتين أن أقطاب القيادة السياسية في أوكرانيا من أتباع «بانديرا» زعيم النازيين الأوكرانيين في الحرب العالمية الثانية، لا يفكرون إلا بأموالهم في البنوك الغربية. وأضاف: أقطاب السلطة الأوكرانية يستخدمون أتباع بانديرا خدمة لمن يتحكمون بملايينهم وملياراتهم في البنوك الغربية.
وقال: «اليوم يزودون أوكرانيا بالسلاح ويرسلون إليها المرتزقة من كل حدب وصوب، غير آبهين بمصير شعبها لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية على حساب أوكرانيا وشعبها، اللذين وقعا ضحية لهذه الأهداف».
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الشخصيات عديمة الأخلاق فقط، يمكن أن تشكك في جوهر القرار الروسي في الأمم المتحدة حول مكافحة تمجيد النازية.
وكتبت زاخاروفا، على قناتها في تلغرام: «هل تعرفون ما هو النفاق السياسي؟ أشرح بمثال محدد. في العام الماضي، امتنعت دول الاتحاد الأوروبي والدول التي انضمت إليها عن التصويت على نفس نص مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مكافحة تمجيد النازية». وذكرت أن دول الاتحاد الأوروبي امتنعت دائماً عن التصويت على هذه المبادرة، إلا في حالة واحدة. في عام 2011، حدث انقسام في الاتحاد الأوروبي، عندما صوتت بعض الدول ضد القرار (وشكلت هذه الدول الأغلبية)، وامتنع البعض عن التصويت. أما في هذا العام، فقد صوتت كل هذه الدول ضد القرار، بما في ذلك كل الذين دعموا الفاشية والنازية في القرن العشرين وكذلك، كل الذين تضرروا وعانوها وكادوا يختفون بسببها. وقالت زاخاروفا: «أكرر مرة أخرى: نص القرار هو نفسه لم يتغير. لا يمكن التشكيك في جوهرها إلا من قبل الشخصيات غير الأخلاقية».
وفي السياق نفسه قال غريغوري لوكيانتسيف مفوض الخارجية الروسية لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، إن إيطاليا والنمسا وألمانيا صوتت ضد القرار الروسي الرامي إلى محاربة تمجيد النازية.
وأضاف: «حسب ما أتذكر، هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تصوت فيها هذه الدول بهذا الشكل. في عام 2011 حدث انقسام في صفوف الاتحاد الأوروبي وصوتت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ضد قرار من هذا النوع وامتنع البعض عن التصويت،
وأول أمس الجمعة، تبنت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار بعنوان «محاربة تمجيد النازية والنازية الجديدة والممارسات الأخرى التي تساهم في تصعيد الأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب». ومن المعروف أنه يتم التصويت على مثل هذه الوثيقة سنوياً. هذا العام، صوتت 106 دول لصالح مشروع القرار، بما في ذلك كما جرت العادة دائماً إسرائيل. وعارضت الوثيقة ليس فقط الولايات المتحدة وأوكرانيا كما كان الحال في السنوات الأخيرة، بل وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا وجورجيا ودول البلطيق وهنغاريا. وبررت هذه الدول موقفها، بالزعم بأن روسيا تستغل موضوع مكافحة النازية الجديدة من أجل تنفيذ عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. (وكالات)