أصدر نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، التقرير السنوي لموسم 2021-2022، معلناً عن رقم قياسي جديد لإيرادات وأرباح النادي، مسجلاً عائدات قياسية بلغت 613 مليون جنيه إسترليني، وأرباحاً تجاوزت 41,7 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من ضعف الرقم القياسي الذي سجله النادي سابقاً.
حقق النادي إنجازاً تاريخياً كبيراً لموسم 2021-2022، مستنداً إلى عدة عوامل أساسية، ساهمت بشكل فعال للوصول إلى نتائج مالية قياسية، واستمرار نمو معدلات الأرباح، بما في ذلك عودة المشجعين إلى استاد الاتحاد، فضلاً عن زيادة عائدات الأندية التجارية بشكل أوسع.
كما ساهمت الإيرادات الكبيرة من مبيعات اللاعبين خلال فترة الانتقالات إلى تعزيز النتائج المالية للنادي، حيث وصلت أرباح الإجمالية لصفقات انتقال اللاعبين إلى 67,7 مليون جنيه إسترليني، محققاً ما يزيد على 250 مليون جنيه إسترليني على مدى السنوات الخمس الماضية، وسيزداد هذا المبلغ أكثر في موسم 2022-23 بعد جملة من الانتقالات غير المسبوقة للنادي في صيف 2022.
وقال خلدون المبارك، رئيس مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي: «بعد عشر سنوات من فوزنا بأول لقب في الدوري الإنجليزي، حسمنا مباراتنا السادسة التي شهدت نفس الأجواء الحماسية، في الدقائق الأخيرة من آخر مباراة في الموسم، وهذه المرة كانت ضد أستون فيلا، إن هذه اللحظات التاريخية المذهلة – وكل ما تخللها من أحداث – هي نتاج نفس مبدأ التنظيم والإصرار على النجاح، يرافقهما نهج متطور يجسد هذا المبدأ».
وتابع: «كان الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا في عام 2008 يتمثل في تجاوز المعايير التي وضعها الآخرون في رياضة كرة القدم، ومن ثم تجاوز المعايير الجديدة التي اعتقدنا أن الأندية الرائدة ستحققها في الوقت الذي يتعين علينا اللحاق بالركب. لقد كان هدفنا واضحاً وهو أن نكون يوماً ما النادي الذي يضع المعايير للآخرين، وحسبما تشير الإحصائيات والنتائج، فنحن نسير في المسار الصحيح نحو تحقيق طموحاتنا بعيدة المدى، فمع انتهاء موسم 2021-2022، رفع فريق الرجال، تحت إشراف جوارديولا، كأس الدوري الممتاز للمرة الرابعة خلال خمس سنوات، وفازت فرق الشباب بألقاب الدوري الممتاز تحت 18 سنة، والدوري الممتاز تحت 21 سنة للعام الثاني على التوالي، واستمر تحقيق الألقاب في الدوري الممتاز لعامين متتاليين، كما تأهل فريق السيدات لدوري الأبطال للموسم السابع على التوالي، وأخيراً فقد رفعت سبع لاعبات من نادي مانشستر سيتي كأس بطولة أوروبا للسيدات 2022 في الصيف الماضي».
وتابع بقوله: «علاوة على ذلك، فقد منحتنا بعض المعايير المهمة خارج الميدان مؤشرات صحيحة على مركز النادي، إذ ساهم إصرارنا على طي صفحة جائحة كورونا في دفع كوادرنا لتحقيق أفضل سنة مالية في تاريخ النادي، كما يرغب أمهر لاعبي كرة القدم في العالم بالانضمام إلينا، وتم تنفيذ صفقات انتقالات اللاعبين بمهارة كبيرة حققت عوائد مالية إيجابية، واستمرت شراكاتنا التجارية في التوسّع حسب المناطق والقطاعات».
وأضاف: «كرة القدم رياضة لا تظل ساكنة في مكانها، إذ تواصل الأندية الأخرى الرائدة تقدمها وتطورها مما يدفعنا إلى مواصلة تطوير ما حققناه، وهذا يعني المزيد من الابتكار في مانشستر وخارجها، والتخطيط للمضي قدمًا في مانشستر وخاصة من خلال مجموعة السيتي لكرة القدم، وهي المؤسسة الرياضية الرائدة التي تضم أندية متعددة والتي تولي أكبر اهتمامها لنادي مانشستر سيتي».
وواصل خلدون المبارك قائلاً: «إن أردنا أن نكون واقعيين في تقييمنا لجهود كل من ساهم على مدى الأربعة عشر عاماً الماضية في تحقيق النجاح الذي نشهده اليوم على مختلف الصُّعد، فعلينا أن نعيد النظر لنتمعن في كل ما قبلناه بكونه الأفضل والأمثل، وأن نحدد أهدافاً جديدة وغير مسبوقة وأن نضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها. هذه هي المهمة التي كلّف بها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والمساهمون ومجلس الإدارة وأنا شخصياً، فريق الإدارة لتنفيذها، ومن خلالها ندرك حقيقة مهمة تفيد بأن استمرار تقديم مباريات ناجحة لمشجعينا سيستمر أيضًا في خلق القيمة لمساهمينا، وفي الواقع تعتبر أكاديمية السيتي لكرة القدم مثالاً واضحاً لهذا الاقتران بين نجاح كرة القدم وتحقيق القيمة المضافة؛ فمنذ افتتاحها عام 2014 واصلت الأكاديمية – موسماً بعد موسم – تطوير لاعبين قادرين على التميّز في واحد من أكثر الدوريات تنافساً في العالم».
وقال فيران سوريانو، الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي: «حققت النادي أداءً قوياً في الإيرادات والأرباح، مستنداً إلى عدة عوامل ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق، أهمها تقديم كرة قدم مميزة بطريقة المدرسة الكروية المعروفة للنادي العريق، ما ساهم في النمو المستمر للقاعدة الجماهيرية التي يزخر بها النادي جميع أنحاء العالم. نسير بخطى ثابتة نحو مزيد من الإنجازات، ومزيد من الجماهير، مع مزيد من اللاعبين المتميزين، ومزيد من الشركاء الذين يرغبون في عقد صفقات تجارية مع مانشستر سيتي».
وأردف سوريانو، بالقول: «كان موسم 2021-22 مثالياً بالنسبة لنا، إذ تمكنا من تحقيق نتائج مميزة على صعيد كرة القدم، ومواصلة النهج والخطط الطموحة للنادي على حد سواء».
تناول التقرير كافة أنشطة النادي الرئيسية بدءاً من النجاحات الإحصائية المميزة للنادي على أرض الملعب في الموسم الماضي، والذي يتضمن فوز الفريق الأول للرجال بكأس الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة خلال خمس سنوات تحت قيادة بيب جوارديولا، وتسجيل أهدافاً أكثر من أي فريق آخر برصيد 99 هدف. بالإضافة إلى ذلك، وصول الفريق إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، مسجلاً التواجد رقم 10 في تصفيات دوري أبطال أوروبا في آخر 10 سنوات، ما جعل السيتي النادي الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي حقق هذا الإنجاز خلال تلك الفترة.
كما وضح التقرير تفاصيل نجاح شباب سيتي، بالإضافة إلى العدد المذهل من مشاركات في الفريق الأول، إذ فازت أكاديمية السيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت 18 عاماً، وحصد فريق Elite Development Squad لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2. هيمن السيتي على ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز، على مستوى الأكاديمية والمستوى الأول، للعام الثاني.
ويقول سوريانو: «إنه إنجاز كبير سطره أعضاء النادي كافة، يا له من عمل جماعي استثنائي، يُبشر بمستقبل مشرق لشباب السيتي».
يكمن الهدف الرئيسي للأكاديمية في تطوير اللاعبين وصقل مهاراتهم، بهدف المشاركة في صفوف فريق السيتي الأول، وأيضاً لمساعدة اللاعبين على بدء حياتهم المهنية في كرة القدم والانضمام لأي ناد في المستقبل. تخرج في أكاديمية السيتي منذ 2011-12، ما يقرب 200 طالب، وتمكن أغلبهم من الظهور على المستوى الاحترافي في الدوري الإنجليزي الممتاز أو غيرها من بطولات الدوري الإنجليزية أو في البطولات الأوروبية الرئيسية. كما شارك أكثر من 100 طالب من أكاديمية السيتي في موسم 2021-22، وتمكنوا من المشاركة في محافل كرة القدم الاحترافية والعالمية.
يندرج ضمن خطط النادي التطويرية للمواهب الشابة، أيضاً كرة القدم النسائية، أحد أوليات النادي. في العام الماضي، قدمت سيدات مانشستر سيتي أداءً قوياً على الرغم من الغيابات المؤثرة على مستوى الفريق جراء الإصابات، وقاتلن حتى النهاية، واستعن قوتهن ليحققن التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم السابع على التوالي.
ويتناول التقرير في أسطره تكريماً للأسطورة مايك سمربي الحاصل على وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية للعديد من القضايا الخيرية التي يدعمها.