خلصت دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، ونُشرت نتائجها اليوم الثلاثاء، إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا أثر سلباً على دخل نحو 19.8% من الأسر المصرية خلال الفترة من مايو إلى يوليو، وذلك بفعل مجموعة من التداعيات تسببت في تعطل البعض عن العمل وخفض أجور وتوقف مشروعات وتراجع الطلب.
قال الجهاز في دراسة بعنوان “أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على الأسر المصرية 2022″، إن الحرب تسببت في تغير في دخل الأسر قد يرجع إلى تغير حالتهم العملية، بالإضافة إلى “التداعيات الاقتصادية الناتجة عنها، إذ أثرت الأزمة بشكل واضح على النظام الاقتصادي العالمي من خلال فرض القيود على التصدير وانقطاع سلاسل الإمداد العالمية، والتي بدورها أثرت بشكل كبير على طبيعة العمالة وانخفاض الطلب عليها أو على نوع النشاط”.
وأشارت البيانات في الدراسة، التي شملت 17710 أسر، إلى أن التعطل عن العمل جاء في صدارة أسباب تأثر الدخل، تلاه انخفاض الطلب على النشاط، ثم خفض أصحاب الأعمال للأجور، وتوقف مشروعات بشكل مؤقت.
تعد كل من أوكرانيا وروسيا مصدرين رئيسيين للسلع الغذائية بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وأشارت الدراسة إلى أن ما تسببت فيه الأزمة من انخفاض في إمدادات البلدين من الحبوب ترتب عليه ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، خاصة القمح والأرز والزيت، وبالتالي حدوث تأثير كبير على نمط الاستهلاك في مصر بعد الغزو.
وقالت الدراسة: “يتضح أن أغلب الأسر انخفض استهلاكها من السلع بسبب الأزمة، وتشير البيانات إلى أن 73.9% من الأسر انخفض استهلاكها من السلع الغذائية نتيجة الأزمة، في حين أوضح 25.8% من الأسر ثبات نمط استهلاكهم، بينما انخفضت بشكل واضح نسبة الأسر التي زاد استهلاكها من السلع الغذائية”.
وبالنسبة للاستهلاك بشكل عام للسلع الغذائية وغير الغذائية، خلصت الدراسة إلى تراجع استهلاك 65.8% من الأسر في الشهور الثلاثة التي تناولتها الدراسة، غير أن التراجع الأكبر كان في استهلاك اللحوم والطيور والأسماك بنسب فاقت 90%.
وأفاد أغلب المشاركين في الدراسة بأن ارتفاع أسعار السلع كان الدافع الأساسي للتغير في نمط الاستهلاك.
وأجريت الدراسة بدءاً من الخامس من أغسطس واستمرت شهراً، وتم جمع البيانات من خلال محادثات هاتفية مع أرباب الأسر التي شملتها الدراسة، وبلغت نسبة الاستجابة 58% بواقع 10242 أسرة.