تكشفت تفاصيل المناقشات التي جمعت مؤخراً، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، تباعاً عبر تصريحات مسؤولين اطّلعوا على ما جرى الحديث عنه خلف الكواليس. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن دبلوماسيين إن سوليفان، وخلال اجتماعه الأخير مع زيلينسكي، اقترح عليه أن يفكر في مواقف تفاوضية «واقعية».
وذكر دبلوماسيان أوروبيان مطّلعان على تلك المناقشات أن سوليفان نصح فريق زيلينسكي بالتفكير في مطالب واقعية وإعطاء الأولوية للمفاوضات، بما في ذلك إعادة النظر في هدفه المعلن والمتمثل في استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم.
ووفقاً للصحيفة فإن عدداً متزايداً من المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الأسابيع والأشهر المقبلة تمثل فرصة لروسيا وأوكرانيا لمناقشة المفاوضات المحتملة، وتعتقد واشنطن أن بداية فصل الشتاء يمكن أن تكون نقطة تحول في الصراع بأوكرانيا.
وكتبت الصحيفة: «بسبب احتمال ألا تحرز أوكرانيا الكثير من التقدم في ساحة المعركة في الأسابيع المقبلة، بدأ المسؤولون الأمريكيون، وبعض نظرائهم الأوروبيين، يتساءلون متى سيبدأ المجتمع، المطالبة بتسوية سلمية». وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها، يشعرون بالقلق من أنه بسبب دعم أوكرانيا، فإن مخزونهم من الأسلحة ينضب بسرعة كبيرة.
ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الغربيين قوله: «نقول للأوكرانيين إن الأمر متروك لهم ليقرروا متى سيفعلون ذلك (لبدء محادثات السلام)، لكن سيكون من الجيد أن نبدأها مبكراً».
وبدأت المحادثات الروسية الأوكرانية في نهاية فبراير/ شباط الماضي، بعد بدء العملية العسكرية لموسكو. واختتمت الجولة الأخيرة من المفاوضات في إسطنبول في 29 مارس/ آذار، وتوقفت المحادثات منذ ذلك الحين.
وفي أواخر سبتمبر/ أيلول، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن موسكو لا تزال منفتحة على المحادثات مع كييف، ودعا أوكرانيا إلى وقف «الأعمال العدائية».
بدوره، صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بأن «كييف مستعدة للحوار مع موسكو، ولكن فقط إذا وصل رئيس آخر إلى السلطة في روسيا». ورد الكرملين بأن موسكو ستنتظر تغييراً في موقف الرئيس الأوكراني الحالي، أو خليفته.
يشار إلى أنّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعلن أن لدى كييف الفرصة لاتخاذ القرار بشأن توقيت ومضمون مفاوضاتها مع الجانب الروسي. وقالت الخارجية الأمريكية في بيانها: «أكد وزير الخارجية مجدداً أن موعد ومحتوى أي محادثات يظل قراراً أوكرانيا».