احتفل الديمقراطيون، أمس الأول الأحد، بفوزهم المفاجئ بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وسط حالة من الذهول والتشتت خيمت على منافسيهم الجمهوريين، خصوصاً وأن الحزب الديمقراطي نجح في تأمين قاعدة مهمة من الدعم السياسي والتشريعي ترافق الرئيس، جو بايدن، حتى نهاية ولايته، فيما نشبت خلافات واتهامات بين الجمهوريين، وبدأت أصوات ترتفع بوضع حد لترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب المتوقع أن يعلن اليوم الثلاثاء لانتخابات 2024، والمطالبة بإعادة النظر في الأخطاء التي حدثت، خصوصاً بعد فشل معظم المرشحين الذين دعمهم شخصياً.
وعلى الرغم من أن مصير مجلس النواب لا يزال معلقاً، فإن استعادة الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ في انتخابات توقع الكثيرون خسارتهم فيها بفارق كبير يعد انتصاراً كبيراً.
تقليدياً، عادة ما تجر انتخابات منتصف الولاية معها الرفض للحزب المتربع على السلطة، وإذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض شعبية بايدن إلى مستويات غير مسبوقة، فقد توقع الجمهوريون أن يتولد من كل هذه العوامل «موجة حمراء» عاتية تدفع بحزبهم في انتخابات، الثلاثاء، إلى انتزاع الأغلبية في المجلسين. وجاءت اللحظة الحاسمة في انتخابات مجلس الشيوخ في وقت متأخر، ليل السبت، مع إعلان فوز المرشحة الديمقراطية، كاثرين كورتيز ماستو، في نيفادا، ما رجح كفة الحزب الديمقراطي بنيله المقاعد الخمسين المطلوبة لضمان الأغلبية. ويمكن لنائبة الرئيس، كامالا هاريس، أن تؤمن بصوتها الأغلبية للديمقراطيين، حتى لو نال كل حزب خمسين مقعداً بالتساوي. ويبقى مقعد واحد لم يُحسم بعد في انتخابات مجلس الشيوخ بانتظار جولة الإعادة في ولاية جورجيا المقررة في 6 ديسمبر.
في هذه الأثناء، لم يعد أمام الجمهوريين سوى إعادة النظر في الأخطاء التي حصلت، ولا سيما أن الرياح السياسية كانت مواتية لهم قبل فتح صناديق الاقتراع. وبعد حسم نتيجة مجلس الشيوخ، دعا السناتور الجمهوري عن ولاية ميسوري، غوش هاولي، الحزب الجمهوري إلى «بناء شيء جديد»، وغرد على تويتر قائلاً «الحزب القديم مات. حان وقت دفنه». وكان رد ترامب هو الإمعان في سرد مزاعم لا أساس لها حول تزوير الانتخابات، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال» أن النتائج كانت «خديعة»، محملاً زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، مسؤولية ما حدث. وكتب قائلاً «إنه خطأ ميتش ماكونيل»، مشيراً إلى أن السناتور عن كنتاكي أساء إنفاق أموال الحملات الانتخابية. واعتبر حاكم ولاية ميريلاند المنتهية ولايته الجمهوري، لاري هوغان، أحد منافسي ترامب المحتملين في انتخابات 2024، أن على الحزب تغيير اتجاهه والمضي قدماً. وقال «إنها الانتخابات الثالثة توالياً التي خسرنا فيها بسبب دونالد ترامب، وبعد ثلاث نكسات يجب أن تخرج». (وكالات)