متابعة: ضمياء فالح
ستكون الأجواء نارية في مواجهة تونس وفرنسا في آخر مباراة بالمجموعة الرابعة بتاريخ 30 نوفمبر، بسبب تواجد عدد كبير من لاعبي «نسور قرطاج» يلعبون أو سبق لهم اللعب في الدوري الفرنسي.
عادة ماتتسم مباريات منتخب فرنسا مع منتخبات شمال إفريقيا بالإثارة والندية، لوجود جاليات كبيرة من دول تونس والمغرب والجزائر في فرنسا.
وكان جلال القادري مدرب تونس، قال بعد إجراء قرعة النهائيات، ومعرفة مواجهة منتخب بلاده لفرنسا بأن مواجهة فرنسا بالذات «ستشكل حافزاً كبيراً نظراً لوجود عدد من لاعبي المنتخب التونسي يدافعون عن ألوان أندية فرنسية. كما أن منتخبنا يضم في صفوفه لاعبين يحملون الجنسية الفرنسية أيضاً».
مباراة ثانية رسمية
وستكون تلك المباراة ثاني مباراة رسمية بين تونس وفرنسا، والمرة الأولى كانت في أكتوبر عام 1971 عندما سجل عز الدين شكرون ثنائية حسمت الفوز ل«نسور قرطاج» على حساب «الديوك» 2-1 في دور مجموعات بطولة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت بمدينة أزمير التركية.
ولعبت تونس وفرنسا منذ ذلك الحين 4 مباريات ودية اتسمت جميعها بالقوة.
واستفادت فرنسا من المهاجرين كما هي حال بقية المنتخبات الأوروبية ويضم منتخبها المشارك في مونديال قطر أسماء مثل كريم بنزيمة (المتحدر من الجزائر ) وكينجلسي كومان ( جوادالوبي ) وإدوادرو كامافينجا ( الكونجو الديمقراطية ) وكيليان مبابي ( الكاميرون) ورافائيل فاران (جزر المارتينيك) ووليام صليبا (لبنان) وماتيو قندوزي (المغرب) وجول كوندي (بنين) ولدى الجميع علاقات متواصلة مع جذورهم.
وتجنب ديدييه ديشامب مدرب فرنسا استدعاء نجم موناكو وسام بن يدر المتحدر من أصول تونسية.
ويلعب 6 من اللاعبين التونسيين بالدوري الفرنسي، من بينهم نجم المنتخب وهبي الخزري(31 عاماً)، وهو اختار اللعب ل«نسور قرطاج» بدلاً من انتظار الاستدعاء لفرنسا حيث ولد وتعلم كرة القدم، وسبق له اللعب مع المنتخبات السنية ل«الديوك». وقال الخزري عن مواجهة فرنسا: الفرنسيون هم الأوفر حظاً ونحن بعيدون عنهم لكننا كبرنا أيضاً من خلال اللعب في الدوري الفرنسي. وأعتبر أن اللعب في الدوري الفرنسي حلم الكثير من اللاعبين وأن نواجه فرنسا في كأس العالم هو حلم سيتحقق أيضاً بالنسبة لي.
وباستثناء تجربة مع سندرلاند الإنجليزي تخللتها إعارته لرين، أمضى الخزري، المولود في أجاكسيو الفرنسية، كامل مسيرته الكروية في فرنسا حيث بدأ مشواره مع الفئات العمرية لباسيتا (2008-2014) ثم انتقل لبوردو (2014-2015)، قبل الانضمام إلى سندرلاند الإنجليزي الذي أعاره لرين في صيف 2017، ممهداً الطريق أمامه للبقاء في بلده بالتبني مع سانت إيتيان (2018-2022) وأخيراً مونبلييه.
وسيكون الخزري مركز الثقل في تشكيلة «نسور قرطاج» والمدرب جلال القادري يعول على الخبرة التي اكتسبها هذا اللاعب المقاتل في الملاعب الفرنسية، لمحاولة التأهل عن هذه المجموعة التي تضم الدنمارك وأستراليا إضافة إلى «الديوك» أبطال العالم.
ورغم أنه بدأ مسيرته الدولية عام 2009 بألوان المنتخب التونسي لتحت 20 عاماً، قرر مدرب منتخب فرنسا لتحت 21 عاماً إريك مومبارتس استدعاءه لمباراتين في تصفيات كأس أوروبا لتحت 21 عاماً ضد رومانيا وسلوفاكيا.
وفي فبراير 2012، خاض مباراته الأولى والوحيدة بألوان فرنسا ضد إيطاليا قبل أن يتم استبداله بفريديرك بولو، وفي نهاية العام ذاته، حسم الخزري أمره وقرر الدفاع عن ألوان تونس.
وكان الخزري الذي خاض حتى الآن 71 مباراة بقميص «نسور قرطاج» سجل فيها 24 هدفاً، فخوراً بقراره الدفاع عن ألوان تونس، وقال «موطن والدي حيث كنت أتردّد كل صيف. إنها جذوري. عندما أرى الحماس خلال مبارياتنا، فإن الأمر يحفّزني أكثر».