انتقدت الرئاسة الروسية، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى تعويض أوكرانيا من قبل روسيا، مؤكدة أن القرار «سطو صارخ».
وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، أن روسيا سوف تضطر إلى انتزاع ممتلكات الشركات من الدول التي ستقدم على مصادرة أصولها الأجنبية بعد قرار الأمم المتحدة. وقال مدفيديف «إذا تم اتخاذ إجراءات وطنية بشأن سرقة الأصول الروسية، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسحب الأموال من قبل الدول من مكان معروف، فلن يكون أمامنا خيار. سيكون من الضروري سحب الأموال بشكل نهائي من ممتلكات مستثمري القطاع الخاص من هذه البلدان». وأشار إلى حقيقة أن هذه «المصادفة سعيدة بالأموال والممتلكات الثمينة الأخرى في روسيا، أنها تزيد قليلاً على 300 مليار دولار. تكفي للتعويض عما سرق من روسيا».
وقبل ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية(الكرملين) ديمتري بيسكوف، أمس الثلاثاء، إن «قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تعويضات أوكرانيا من روسيا هو إضفاء الطابع الرسمي على السطو على الدولة الروسية»، مؤكداً أن موسكو تعارض القرار بشدة.
وأشار بيسكوف، في تصريح صحفي أوردته وكالة أنباء تاس الروسية «من الطبيعي أن يحاول منظمو هذه العملية استكمال سرقة احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية، والتي تم حظرها بشكل غير قانوني تماماً، وهذا إضفاء الطابع الرسمي على هذه السرقة باستخدام منصة الأمم المتحدة، روسيا بشدة ضد القرار»، مشيراً إلى أن هذا القرار غير ملزم قانوناً، وأضاف «هذه هي الطريقة التي سنتعامل بها مع الأمر».
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت، أمس الأول الاثنين، إلى محاسبة روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، ووافقت على قرار يعترف بأن روسيا مسؤولة عن التعويضات في البلاد.
ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، لكنها تحمل ثقلاً سياسياً، ويوصي مشروع القرار «بقيام أعضائه بالتعاون مع أوكرانيا بإنشاء سجل دولي للأضرار، والذي سيكون بمثابة دليل موثق عن الأضرار والخسائر والإصابات المزعومة المتكبدة نتيجة لأعمال روسيا العسكرية في أوكرانيا ولتعزيز جمع البيانات وتنسيقها».
على صعيد آخر، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن زعزعة الدول والشعوب تبدأ بتشويه التاريخ وطمس القيم التقليدية. وأضاف، أمس الثلاثاء، إن «تشويه التاريخ، ونشر الأساطير، وطمس القيم، في كثير من الأحيان، هي بداية لزعزعة الدول والشعوب بالتحديد من خلال هذه الأساطير» وأوضح بوتين أن «مثل هذا السيناريو كما نرى، قد تم اختباره بالفعل في بعض البلدان، بما في ذلك أوكرانيا، وفي عدد من الدول الأخرى»، مضيفاً أنه كانت هناك محاولات لفعل الشيء نفسه مع روسيا.
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه تمت الموافقة مؤخراً، على أسس سياسة الدولة للحفاظ على القيم التقليدية وتعزيزها، مؤكداً أن ذلك «يتضمن الذاكرة التاريخية». وقال بوتين إن «محاولات عدد من الدول إعادة كتابة تاريخ العالم أصبحت أكثر عدوانية، وهدفهم من ذلك هو إضعاف روسيا».
(وكالات)