والسبب في الإصابة لدى غير المدخنين عوامل الخطر البيئية، مثل التعرض لاستنشاق دخان التبغ من مدخن، و«الرادون» وهو «عنصر كيميائي وغاز خامل عديم اللون والطعم والرائحة»، وهو ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة بعد التدخين، وتلوث الهواء، والأسبستوس وهي مجموعة معادن، وهو ما قد يفسر بعض سرطانات الرئة بين الذين لم يدخنوا أبداً.
ورغم الرابط الدائم بين التدخين وسرطان الرئة إلا أن 20% من مرضى سرطان الرئة غير مدخنين.
ووجد التحليل الجيني لسرطان الرئة لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ مع التدخين أن غالبية هذه الأورام تنشأ من تراكم الطفرات التي تسببها العمليات الطبيعية في الجسم، مثل إصلاح الحمض النووي الخاطئ.
وأجرى الدراسة فريق دولي بقيادة أطباء في المعهد الوطني للسرطان، التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وتصف لأول مرة 3 أنواع فرعية جزيئية من سرطان الرئة لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقاً، وهو ما يساعد في كشف الغموض الذي يكتنف كيفية ظهور سرطان الرئة لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ في التدخين ويسهم في تطوير علاجات أكثر دقة.
وقالت د. ماريا تيريزا لاندي، قائدة الدراسة، التي تم إجراؤها بالتعاون مع باحثين في المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، وجزء آخر من المعاهد الوطنية للصحة، ومؤسسات أخرى: «في المستقبل قد نكون قادرين على الحصول على علاجات مختلفة على أساس هذه الأنواع الفرعية».
واكتشف العلماء أن غالبية «جينومات الورم» لدى غير المدخنين تحمل إشارات طفرية مرتبطة بالضرر الناتج عن العمليات الداخلية، أي العمليات الطبيعية التي تحدث داخل الجسم.
الأنواع الثلاثة
كشفت التحليلات الجينومية عن ثلاثة أنواع فرعية جديدة لسرطان الرئة لدى غير المدخنين، بناءً على عدد التغيرات الجينية في الأورام. النوع الأول «البيانو» مرتبط بتنشيط الخلايا موجود في الأنسجة المتمايزة ولها القدرة على الانقسام والتجديد لتعمل كأداة لتصليح التالف من النسيج وتشارك في تكوين خلايا جديدة. وينمو هذا النوع الفرعي من الورم ببطء شديد، على مدى سنوات عديدة، ويصعب علاجه لأنه يمكن أن يكون له العديد من الطفرات المختلفة.
وأما النوع الثاني «ميزوو» فيحتوي على تغيرات صبغية محددة بالإضافة إلى طفرات في جين تتغير بشكل شائع في سرطان الرئة، ويظهر نمواً أسرع للورم.
وأظهر النوع الفرعي الثالث «فورت» مضاعفة الجينوم الكامل، وهو تغيير جينومي يلاحظ في سرطانات الرئة لدى غير المدخنين وينمو هذا النوع الفرعي من الورم بسرعة أيضاً.
وقالت د. لاندي: «بدأنا في التمييز بين الأنواع الفرعية التي يمكن أن يكون لها مناهج مختلفة للوقاية والعلاج». على سبيل المثال، يمكن لنوع البيانو الفرعي بطيء النمو أن يمنح الأطباء فرصة لاكتشاف هذه الأورام في وقت مبكر عندما يكون علاجها أقل صعوبة. على النقيض من ذلك، فإن النوعين الفرعيين الآخرين ليس لهما سوى عدد قليل من الطفرات الرئيسية المحركة، ما يشير إلى أنه يمكن التعرف على الأورام من خلال خزعة واحدة ويمكن أن تستفيد من العلاجات المستهدفة.
أخبار شائعة
- شبح "الإمبراطور الأبيض" يحلق عاليا.. ويصدم العالم
- أسعار النفط ترتفع في أسبوع رغم ضعف التداولات قبل نهاية العام
- خبراء الأناقة الأكثر شهرة في العالم العربي.. تعرفي عليهم
- خليجي 26: الأخضر يواجه العراق وعينه على بطاقة التأهل.. واليمن في مواجهة البحرين
- شبيه نزلات البرد.. ما طرق الوقاية من متحور كورونا الجديد؟
- روسيا: إحباط محاولة أوكرانية لقتل ضابط رفيع المستوى
- هذه العلامة.. دليل على أخطر الأمراض النفسية
- قوات كوريا الشمالية في أوكرانيا.. أميركا تكشف "تفاصيل مهمة"