أجمع متحدثون في الجلسة الأخيرة من فعاليات اليوم الأول من حوار المنامة، أمس السبت، على أهمية ما قدمته المنطقة من مبادرات ومساهمات في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، فيما حذر وزیر الخارجیة البحریني عبداللطیف الزیاني من أن الصراعات الخارجیة والمنافسة بین الدول الأجنبیة ساهمت إلى حد كبیر في تشكیل «الشرق الأوسط الحدیث وزیادة التحدیات والأزمات التي تعیشها المنطقة»، في حين أكد وزیر الخارجیة وشؤون الكومنولث والتنمیة بالمملكة المتحدة جیمس كلیفرلي قدرة دول الخلیج على صناعة القفزات الاقتصادیة.
وانطلقت أمس السبت، أربع جلسات عامة في مؤتمر «حوار المنامة» ال18، قمة الأمن الإقليمي. وشارك في الجلسة الرابعة، التي جاءت بعنوان «مبادرات الشرق الأوسط لحل النزاعات الإقليمية»، كل من؛ فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء وزير خارجية العراق، ونايف الحجرف أمين عام مجلس التعاون الخليجي، وأنكن هويتفلدت وزير خارجية النرويج.
وتحدث فؤاد حسين مهنئاً البحرين على تنظيم هذا الحدث المهم، والذي يساهم في تعزيز لغة الحوار والتواصل، والسعي لتوحيد الجهود وتغليب لغة الحوار من أجل خلق حياة مستقرة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأوضح أن العراق يسعى الى التعاون القانوني القضائي والأمني مع دول الخليج العربي.
الإيمان بالسلام
ومن جانبه، أوضح الحجرف، أن الشرق الأوسط كان منذ القدم منطقة تزخر بالمبادرات والنزاعات الكبيرة، ومن أهم تلك المبادرات إنشاء مجلس التعاون الخليجي، والذي هدف إلى إيجاد إطار تعاون لتعزيز العلاقات والتنمية الازدهار، وعلى مدى السنوات الماضية أظهر المجلس قدرة غاية في الأهمية لمواجهة التحديات والمخاطر والاضطلاع بدور عامل الاستقرار في المنطقة العالم.
وأعاد الحجرف تأكيد الإيمان بالسلام والأمن وهو ما يتطلب تطبيق حكم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام السيادة والاستقلال السياسي للدول ووحدة أراضيها وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في شؤون غيرها، فيما أكدت وزير خارجية النرويج أن السلام والمصالحة أحد الأعمدة التي تؤمن بها بلادها، لأن السلام يصب في مصلحة العالم أجمع.
الزياني يحذر من الصراعات
ونقلت وكالة الأنباء البحرینیة (بنا) عن الزیاني القول خلال مشاركته بالجلسة الحواریة الثانیة للمؤتمر، والتي جاءت تحت عنوان «تأثير النزاعات خارج المنطقة في الوضع الأمني في الشرق الأوسط» «نظراً للأهمیة الجیواستراتیجیة لمنطقة الشرق الأوسط فإنه من المرجح أن یستمر تركیز القوى الخارجیة وتدخلها المباشر في شؤون المنطقة في المستقبل المنظور». وحذر من أن «الخلافات بین دول المنطقة یمكن أن تكون بحد ذاتها حافزاً للدول الأجنبیة للانخراط في قضایا المنطقة لتعزیز مصالحها الخاصة عبر الدعم المباشر للأطراف المختلفة في الخلافات أو النزاعات الإقلیمیة». وذكر أن «للقوى الخارجیة دوراً مهماً في تعزیز أمن الشرق الأوسط من خلال الاستمرار في الضغط من أجل حل الصراع الفلسطیني – الإسرائیلي وفقاً لمبدأ حل الدولتین».
كلیفرلي: قواتنا تقوم بدور مهم
وأكد وزیر الخارجیة وشؤون الكومنولث والتنمیة بالمملكة المتحدة جیمس كلیفرلي
في الجلسة الأولى من الحوار بعنوان (المتغیرات الجیوسیاسیة للطاقة) إن منطقة شبه الجزیرة العربیة شهدت أحد أسرع التحولات في العالم التي شكلتها قوة النفط.
وأوضح «أنه عندما یقرر أصدقاؤنا في الخلیج العربي وباقي المنطقة أن یحدثوا التغییر فإنهم قادرون على إعادة اختراع أنفسهم واقتصاداتهم بسرعة مذهلة».
وأضاف أن نجاح أي اتفاقیات تعاون یحتاج إلى الأمن في ظل التهدیدات العدیدة بالمنطقة، مؤكداً أن القوات البریطانیة تقوم بدور مهم إلى جانب الكثیر من القوات الأخرى في حفظ الأمن والاستقرار في المیاه الإقلیمیة بالمنطقة. بدوره، شدد توبياس ليندنر وزير دولة بوزارة الخارجية بألمانيا على ضرورة الامتثال للمواثيق الدولية بوصفها الأسس المشتركة لتعزيز الأمن حول العالم.(وكالات)