يعد منتخب تونس من المنتخبات العربية الأكثر حضوراً في كأس العالم، بست مشاركات بين عامي 1978 في الأرجنتين و2022 في قطر، لكنه لم ينجح أبداً طوال خمس مشاركات سابقة في تخطي الدور الأول، وهو يتطلع بعد 44 عاماً إلى تحقيق إنجازه الأول بالصعود إلى الدور الثاني رغم صعوبة المهمة في المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً منتخبات فرنسا والدنمارك وأستراليا.
يتطلع منتخب «نسور قرطاج» إلى تحقيق أكثر من انتصاريه السابقين في النهائيات، حيث لم يسبق له على مدى 15 مباراة سوى إحراز فوزين وثلاثة تعادلات، كان الانتصار الأول على حساب المكسيك 3-1 في مونديال الأرجنتين 1978، ليصبح أول بلد إفريقي وعربي يحقق الفوز في المونديال، والثاني في مونديال 2018 في روسيا عندما هزم بنما 2-1.
ويفتح «نسور قرطاج» صفحة جديدة في مونديال قطر، ويرفع شعار «حان الوقت لكي نبلغ الدور الثاني»، وهو على الورق مرشح لتخطي عقبة أستراليا، وعليه أن يقاتل لتجنب الهزيمة في مباراته الافتتاحية ضد الدنمارك القوية قبل خوض الاختبار الشاق ضد فرنسا حاملة اللقب، والتي يعد اللعب أمامها بمثابة «ديربي» كون معظم لاعبي تونس تأسسوا أو يلعبون في الدوري الفرنسي.
تملك تونس مدرباً خبيراً بأحوال «نسور قرطاج» هو جلال قادري المولود عام 1971، وهو يعمل إن كان مع الفرق أو المنتخبات التونسية منذ 22 عاماً.
ويرفع القادري راية التحدي، وهو رأى بعد إجراء قرعة النهائيات، أن الوقت حان أمام تونس لبلوغ الدور الثاني بعد فشلها في ذلك في المرات الخمس السابقة.
ويتابع «نشارك للمرة السادسة في تاريخ المونديال وقد حان الوقت لكي نبلغ الدور الثاني. الهدف واضح بالنسبة إلينا، وبطبيعة الحال مهمتنا لن تكون سهلة لأننا نواجه فرنسا حامل اللقب والدنمارك المتطور وكلاهما يضم نخبة اللاعبين العالميين».
وأكد «نحترم جميع المنتخبات لكننا سنواجهها من دون أي عقد».
لدى تونس تشكيلة مميزة فهناك وهبي الخزري لاعب سان إيتيان الفرنسي سابقاً ومونبيلييه حالياً، ويوسف المساكني المحترف في الدوري القطري، والشاب الموهوب حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد المعار إلى برمنغهام سيتي، والفرجاني ساسي وعلي معلول وغيرهم.
يعد وهبي الخزري (31 عاماً) نجم تونس الأول، وهو اختار اللعب ل«نسور قرطاج» بدلاً من انتظار الاستدعاء لفرنسا حيث ولد وتعلم كرة القدم. وقال الخزري عند سحب القرعة ووقوع تونس في مواجهة فرنسا: الفرنسيون هم الأوفر حظاً ونحن بعيدون عنهم لكننا كبرنا أيضاً من خلال اللعب في الدوري الفرنسي.
وخاض الخزري 71 مباراة بقميص (نسور قرطاج) سجل خلالها 24 هدفاً، وعندما سئل عن مصدر قوة تونس قال: الجزائر تملك رياض محرز، ومصر محمد صلاح. أما نحن في تونس فنعتمد على اللعب الجماعي من قبل نحو 30 لاعباً يملكون فنيات عالية ويبذلون الكثير من الجهود.
وإضافة إلى الخزري ستكون آمال جمهور تونس معلقة على النجم يوسف المساكني، الذي غاب عن مونديال 2018 بسبب الرباط الصليبي، وستكون نسخة قطر أول كأس عالم له.
يعتبره مدرب تونس جلال القادري أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب التونسية في آخر 20 سنة. تابع: هو موهوب كثيراً ويعرف كيف يؤثر بشكل إيجابي في زملائه. المنتخب وكل التونسيين يعوّلون عليه خلال المونديال لأنه قادر على صنع الفارق.