كشفت شعبة تصنيع الذهب والمعادن الثمينة التابعة لاتحاد الصناعات في مصر، أن المعدن النفيس أثبت أنه الاستثمار الأفضل، والملاذ الآمن، وحافظ لقيمة العملات من الانهيار، خلال أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية، وذلك بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة التي سجلها مع بداية اندلاع العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.وقال رئيس الشعبة، إيهاب واصف، إنه “مع تأزم الموقف بين روسيا وأوكرانيا واستمرار تداعيات الأزمة، أثبت الذهب أنه الملاذ الآمن للاستثمار في الوقت الذي تراجعت فيه عملات العديد من الدول، وسجلت أسواق المال في معظم الدول تراجعات حادة، لافتاً إلى أن الذهب والمعادن الثمينة الأخرى كالفضة حققت ارتفاعات كبيرة لثقة المستثمرين بها.وأوضح أن العقود الآجلة للمعدن الأصفر ارتفعت أول أيام العملية العسكرية إلى أعلى مستوياتها في 18 شهراً لتسجل 1973 دولاراً للأوقية، وسط تهافت كبير على شرائها عالمياً، وهو ما انعكس في السوق المحلي على ارتفاع سعر الغرام بمختلف العيارات بمتوسط 30 جنيهاً.
وأشار إلى أن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا ليست الأزمة الأولى التي يثبت الذهب فيه قوته كاستثمار آمن، ففي عام 2020 حقق الذهب قفزات سعرية قوية مع تداعيات فيروس كورونا العالمي بعد تأثيره على معدلات النمو الاقتصادي لها وتوقف حركة النشاط الصناعي.وتابع: “بالإضافة إلى أنه بعد انحسار الأزمة لا يزال الذهب الاستثمار الأفضل بفضل قدرته على التحوط من ارتفاع مستويات التضخم التي تتعرض لها العديد من دول حول العالم، وانخفاض قيمة الكثير من عملات الدول أمام الدولار، وهو ما دفع عدداً من البنوك المركزية لزيادة احتياطيها منه حول العالم”.وأكد رئيس الشعبة أن المعدن الأصفر بالرغم من أنه الملاذ الآمن للاستثمار، فإنه عُرضة للتقلبات السعرية بناءً على سياسة العرض والطلب، وهو ما حدث في ثاني أيام العملية العسكرية الروسية بعد أن تراجع سعر الأوقية للعقود الآجلة إلى 1898 دولاراً، مع توقعات هدوء الأزمة، خاصةً أنه ينظر له كاستثمار طويل الأجل، وليس مضاربة وربحاً سريعاً.وأشار واصف إلى أن استمرار الأزمة الأوكرانية وعدم ظهور بوادر لحل الأزمة سياسياً، وتشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية يجعل هناك مزيدا من الإقبال على الاستثمار في الذهب وشرائه عالمياً، وهو ما ظهر في افتتاح البورصة العالمية وتعاملاتها على الذهب اليوم الاثنين بتسجيل ارتفاعات من جديد، ليصل سعر الأوقية إلى 1900 دولار.وطالب “واصف”، المواطنين بعدم الاستماع إلى ما يتردد من قبل غير المختصين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إصدار توصيات عن وصول أسعار الذهب إلى مستويات محددة دون دراسة.