كشّرت إسبانيا عن أنيابها باكراً في مونديال قطر 2022، وذلك باكتساحها كوستاريكا 7-صفر الأربعاء في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة التي شهدت سقوط ألمانيا أمام اليابان 1-2.
وفي أول لقاء بين المنتخبين على صعيد البطولات، بدت إسبانيا بقيادة الكثير من نجومها الشبان عازمة منذ البداية على تجنب ما حصل مع العملاقين الألماني والأرجنتيني الذي خسر أيضاً الثلاثاء أمام السعودية 1-2 في المجموعة الثالثة.
وبانتظار المبارزة بين إسبانيا وألمانيا الأحد في الجولة الثانية، قام رجال المدرب لويس إنريكي بالمطلوب منهم وأكثر، حاسمين النقاط الثلاث في الشوط الأول بعدما أنهوه بثلاثية نظيفة قبل أن يضيفوا أربعة في الثاني، مانحين بلادهم أكبر فوز في تاريخ مشاركتها في النهائيات (الأكبر سابقاً كان 6-1 على بلغاريا عام 1998).
وسجّل داني أولمو (11) وماركو أسنسيو (21) وفيران توريس (31 من ركلة جزاء و54) وغافي (74) والبديلان كارلوس سولير (90) وألفارو موراتا (2+90) الأهداف السبعة التاريخية.
غافي الأصغر في التاريخ
وبدأ أنريكي اللقاء بإشراك أسنسيو على حساب ألفارو موراتا، فيما تواجد ثلاثي برشلونة سيرجيو بوسكيتس وبيدري وغافي في الوسط وجناح لايبزيغ الألماني داني أولمو على الجهة اليسرى على حساب أنسو فاتي.
وبات غافي عن 18 عاماً 110 أيام، أصغر لاعب يدافع عن ألوان إسبانيا في بطولة كبرى (كأس العالم أو كأس أوروبا) في التاريخ، ثم أصغر من يسجل لمنتخب بلاده.
وبوجود بيدري أيضاً، بدأت إسبانيا مباراة في كأس العالم بمراهِقَّين لأول مرة في تاريخها.
وفي الجهة المقابلة، بقي القائد المخضرم براين رويس على مقاعد بدلاء كوستاريكا التي عولت على حارس باريس سان جيرمان الفرنسي كيلور نافاس للوقوف في وجه الإسبان الذين يعرفهم تماماً بعد أعوامه الطويلة بين الخشبات الثلاث لريال مدريد.
وبدا منذ البداية أن «لا روخا» مصمم على تجنب أي مفاجأة ضد آخر المنتخبات المتأهلة الى هذه النهائيات بفوزه على نيوزيلندا في الملحق الدولي، وكان قريباً من افتتاح التسجيل عبر أولمو بعد تمريرة متقنة من بدري، لكنه سدد الكرة خارج الخشبات الثلاث (5)، ثم أتبعها أسنسيو بتسديدة أرضية من مشارف المنطقة مرت بمحاذاة القائم الأيسر (9).
نادي المئة هدف
وسرعان ما أثمر عن هدف جميل بطله أولمو الذي تبادل الكرة مع غافي وسيطر عليها بالتفاف رائع سمح له التخلص من المدافع، قبل أن يسدد في الشباك (11)، مسجلاً بذلك الهدف المئة لإسبانيا كأس العالم ما جعلها سادس منتخب يصل 100 هدف أو أكثر بعد البرازيل (229) وألمانيا (227) والأرجنتين (138) وإيطاليا (128) وفرنسا (124) وفق «أوبتا» للاحصاءات.
ولم ينتظر رجال إنريكي طويلاً لإضافة الهدف الثاني، وهذه المرة عبر أسنسيو الذي وصلته الكرة من جوردي ألبا المتقدم على الجهة اليسرى، فتلقفها مهاجم ريال مدريد مباشرة بشكل رائع في شباك زميله السابق في النادي الملكي نافاس (21).
وحسمت النتيجة الى حد كبير بعد مرور نصف ساعة فقط، وذلك بإضافة هدف ثالث من ركلة جزاء نفذها فيران توريس بعد خطأ انتزعه جوردي ألبا من أوسكار دوارتي (31).
وهذه المرة الثانية فقط في تاريخها التي تسجل فيها إسبانيا ثلاثة أهداف في شوط أول من مباراة في كأس العالم، بعد الأولى عام 1934 ضد البرازيل في الدور الأول الذي كان إقصائياً في حينها (انتهت المباراة 3-1).
أصغر هداف منذ بيليه
ولم يتوقف «لا روخا» عند هذا الحد، إذ أضاف هدفاً رابعاً في مستهل الشوط الثاني عبر فيران توريس الذي استغل سوء تفاهم بين الدفاع الكوستاريكي وحارسه نافاس في محاولة قطع الطريق عليه بعد تمريرة من أسنسيو، فالتف على نفسه وسدد في الشباك (54).
وبعدما اطمأن على النقاط الثلاث، أجرى أنريكي تبديلات بالجملة من دون أن يؤثر ذلك على اندفاع الفريق الذي أضاف هدفاً خامساً رائعاً عبر غافي الذي وصلته الكرة من البديل ماروتا، فأطلقها «على الطاير» من مشارف المنطقة (74)، ليصبح أصغر لاعب يسجل في كأس العالم منذ أسطورة البرازيل بيليه (17 عاماً و249 يوماً) خلال نهائي 1958 ضد السويد (ثنائية في الفوز 5-2).
وواصل الإسبان مهرجانهم بهدف سادس بطله البديل سولير الذي سقطت الكرة أمامه بعد عرضية من البديل الآخر نيكو وليامس اعترضها نافاس، فتابعها في الشباك (90) قبل أن يضيف موراتا السابع بعد تمريرة من أولمو (2+90).