أعطت المحكمة الأمريكية العليا، أمس الأول الثلاثاء، الضوء الأخضر لتسليم السجلات الضريبية للرئيس السابق دونالد ترامب إلى لجنة في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، في وقت صنف الناخبون والناشطون الجمهوريون على حد سواء، دونالد ترامب، على أنه الخاسر الأكبر في الانتخابات النصفية، ما يثير تساؤلات حول قوته مع اقتراب عام 2024.
وسعى ترامب (76 عاماً) الذي أعلن الأسبوع الماضي ترشّحه لخوض السباق إلى البيت الأبيض في 2024، جاهداً لإخفاء عائدته الضريبية.
وبخلاف الرؤساء منذ سبعينات القرن الماضي، رفض ترامب الكشف عن بياناته الضريبية أثناء وجوده في منصبه وتوجه إلى القضاء لعرقلة طلب الكونغرس.
ووصلت المعركة القانونية على ما يبدو إلى خواتيمها، الثلاثاء، عندما قضت المحكمة العليا دون تعليق بأنه يتعين تسليم العائدات الضريبية إلى لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب.
وسعت اللجنة للحصول على إقرارات ضريبية من ترامب والكيانات التجارية المرتبطة به للفترة من 2015 إلى 2020. وتسليم المستندات للجنة لا يعني بالضرورة كشفها للجمهور.
وتأتي هذه الخطوة قبل أسابيع قليلة من انتهاء ولاية الكونغرس الحالي وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب في كانون الثاني/يناير بعد فوزهم بغالبية ضئيلة في انتخابات منتصف الولاية التي جرت في الثامن من الشهر الجاري. وعلى الرغم من تعيين ترامب موالين له في المحكمة، فإن القضاة لم يحكموا لصالحه بتاتاً بهذا الخصوص، ولا سيما سماحهم في عام 2020 بنقل سجلاته الضريبية ووثائقه التجارية إلى مكتب محامي مقاطعة مانهاتن.
واتهم المدعون العامون في مانهاتن منظمة ترامب، بإخفاء مبالغ دفعتها لكبار المسؤولين التنفيذيين بين عامَي 2005 و2021.
من جهة أخرى، أكد استطلاع أجرته جامعة Harvard CAPS-Harris، أن 20٪ من الناخبين قالوا إن ترامب كان الخاسر الواضح بعد انتخابات 8 نوفمبر، بينما قال 14٪ إن «الجمهوريين المؤيدين لحركة MAGA»، هم الخاسرون، واعتبر 12% أن الحزب الجمهوري هو الخاسر. وقال 15% منهم إن الديمقراطيين كانوا أكبر الخاسرين، بينما قال 23% إنهم غير متأكدين أو لا يعرفون. وتأتي هذه النتائج بعد خسارة عدد من المرشحين الذين دعمهم ترامب في الانتخابات التي جرت قبل حوالي الأسبوعين، ما أثار تكهنات بأن قبضته على الحزب تضعف. وقال مارك بين، منسق الاستطلاع إن «ترامب خرج من الانتخابات مرشحاً أضعف بكثير لإعادة انتخابه مما كان عليه قبل الانتخابات النصفية»، مشيراً إلى أنه «ينظر إلى ترامب على أنه دعم المرشحين الخاسرين ولديه الآن إمكانية الاضطرار إلى خوض انتخابات أولية حقيقية في الأحزاب الجمهورية، حيث انخفض تأييده إلى أقل من 50% في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. هذا هو السبب في أن الناخبين يرونه الخاسر الأكبر».
(وكالات)