أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، أن الهدف من الغارات الجوية والعملية العسكرية المحتملة في سوريا هو إقامة «حزام أمني من الغرب إلى الشرق» على طول الحدود الجنوبية لبلاده، فيما نفى وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن تكون قوات بلاده قصفت نقطة مراقبة أمريكية بشمال سوريا، وأكد تحييد 326 مسلحاً في عملية «المخلب-السيف»، في شمال سوريا والعراق، في حين أكدت واشنطن أنها أبلغت أنقرة معارضتها الشديدة للعملية العسكرية في سوريا.
وستشمل هذه المنطقة بحكم الأمر الواقع مدينة عين العرب (كوباني)، التي انتزعتها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في 2015 من إرهابيي تنظيم «داعش» بدعم من الولايات المتحدة. وكوباني هي آخر منطقة تفلت من سيطرة الجيش التركي المنتشر منذ 2019 على طول الحدود في الأراضي السورية. وذكر المرصد السوري أن هدوءاً نسبياً ساد، أمس الجمعة، شمال سوريا، مشيرا إلى أن القصف المدفعي التركي استؤنف على محافظة الحسكة فقط، لكنه لم يتحدث عن إصابات.
وقال أردوغان في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة «مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء». وأضاف «إن شاء الله سننجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن». وحدد الرئيس التركي الذي ينوي شن هجوم بري «عندما يحين الوقت»، البلدات السورية «تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني كما يسميها الأكراد)» لاستكمال منطقته الأمنية التي يبلغ عرضها 30 كيلومتراً على طول الحدود الجنوبية. لكن لا يتوقع إطلاق هذا الهجوم البري على الفور، كما قال مسؤول تركي طالباً عدم كشف عن هويته. وقال عبد القادر سلفي، كاتب العمود في صحيفة «حرييت» ويعتبر مقربا ًجداً من رئيس الدولة، خلال الأسبوع الحالي، أن الجيش التركي يجب أن ينجز أولاً عملية «المخلب السيف»، الجارية منذ أبريل/ نيسان، ضد مواقع كردية في شمال العراق. وأضاف «بعد ذلك، يجب بدء العد التنازلي للعملية البرية ضد سوريا، وهذه المرة، يتم التخطيط لعملية أوسع بكثير».
من جهته، أفاد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس الجمعة، باستمرار عملية «المخلب – السيف»، نافياً قصف قواته نقطة مراقبة أمريكية في سوريا. وبيّن أكار أن «عملية (المخلب – السيف) مستمرة، براً وجواً. وتم تحييد 326 مسلحاً لغاية اليوم». ونفى الوزير التركي مزاعم «قصف القوات التركية نقطة مراقبة أمريكية شمالي سوريا».
إلى ذلك، أكد المبعوث الأميركي لشمال شرق سوريا، نيكولاس غرانجر، أنه لم يتم إعطاء موافقة لتركيا لشن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا. وقال غرانجر في تصريحات، أمس الجمعة «أبلغنا أنقرة عبر سفيرنا معارضتنا الشديدة لعمليتها العسكرية». وأضاف «العمليات العسكرية تقوض جهود مكافحة «داعش» وتهدد الاستقرار في المنطقة».
(وكالات)